|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لاهوت عيد رُقاد السيّدة أسْتُعْمِلَت كلمة ” رُقاد ” بدلاً مِنْ كلمة "موت أو "وفاة" لسَبَبَيْن رَئِيسَيْن: - الأوّل: لا موت في المسيحيّة، ففي دستور الإيمان مثلاً لا نقول عن المسيح إنّه مات بل صُلِب عنا على عهد بيلاطس البنطيّ، تألّم وقُبِر وقام مِنْ بين الأموات. - الثاني: أنّ المسيح أَصْعَدَها بالجسدِ بعد أن رقدت واضَّجَعَت في القبرِ ولم يلحقها فساد. الجدير بالذكر أنَّ إعلان عقيدة والدة الاله في مجمع أفسس (في السّنة ٤٣١ )، مَهَّدَ الطريق لتَفَهُّم فِكْرَة انتقالها بعد الرُقاد الطبيعي. مع العِلْمِ أنّ كنيسة أورشليم كانت أقامَت ذكرى رُقاد سيّدتنا والدة الإله نحو السّنة (٤٢٥ ) قبل مجمع أفسس. تاليًا، فَمِنَ المُؤَكَّدِ أنّ كنيسةَ أورشليم كانت منذ ذلك الوقت ترى مريم العذراء في المجدِ السماويّ. مريم ويسوع في اللاهوت: فَهِمَت الكنيسة منذ مجمع أفسس أنَّ بين الأم والابن وحدة مُطْلَقَة ، مع أنَّ مريم العذراء هي في الأرض وفي الزمان في حين أنَّ المسيحَ صاحبَ الطبيعة الإلهيّة الكاملة هو في السّماء وفي الأبديّة. كما تُؤْمِن الكنيسة بأنَّهُ لا بدَّ لابن الله الذي اتخذ الطبيعة البشريَة في حشا البتول، أنْ يُدْخِلَ خادمةَ التجسُّدِ أمِّه إلى مَجْدِه. لقد تَجَسَّدَ الله من العذراءِ مريم واتخذَ طبيعة بشريّة كاملة دون أنْ يفقدَ شيئًا من ألوهيَّتِه، أمّا مريم العذراء، فقد صارت أمًّا لله المُتَجَسِّد والمدعو ابن الله وابن الإنسان، لأنّه صاحب الطبيعيتين الكاملتين الإلهيّة والبشريّة، فحصلت مريم على المجدِ ولم تنل فساد القبر والموت. وهكذا لم يستطع أي شيء أن يفصل بين الأم والابن حتى في الجسد. مريم والرّوح القدس: انتقال مريم العذراء بجسدها ونفسها في آن بعد الموت، هو نتيجةٌ لعمل الروح القُدس فيها. فالذي حلّ عليها وأهّلها أنْ تصيرَ أُمًّا لابن الله، هو نفسه يُكَمِّلُ عملهُ فيها ويحيي جسدها المائت وينقلُه إلى المجد. الروح القدس هو قدرة الله المُحْيِيَة التي لا تحدّ. بهذه القُدْرَة كان يسوع يشفي المرضى ويُخْرِجَ الشياطين ويُقيم الموتى، وبهذه القُدرة أيضًا قام هو نفسه من الموتِ وبهذه القُدْرَةِ سَيُقِيم الأموات. أمّا مريم العذراء فقد سَلَّمَت نفسها بالكامِلِ لعمل الروح القدس. لذا حصلت مُباشرة عند رُقادِها على قيامَةِ الجسد بدون فساد. مريم والبشريّة: آمن المسيحيّون الأوائل أنَّ مريم العذراء قد حَصَلَت بعدَ مَوْتِها بثلاثة أيّام على قِيامَةِ الجسدِ التي هي مَصير كلّ المؤمنين في نهاية الأزْمِنَة. إنَّ إصْعادَ الرّبّ يسوع المسيح والدة الإله مريم العذراء إلى السماءِ بعد رُقادِها، إنمّا هو تكريم مُباشَر للبشريَّة كُلِّها. فجسد العذراء، الذي هو مُماثِل لأجسادِنا، قد اسْتَأْهَلَ هذه الكرامَة والمَجْد المُسْبَق، عُرْبُونًا وبُرْهانًا للقيامة التي سَتَجُوزها أجْسادُنا جميعًا. الله تَجَسَّدَ ليُخَلِّصَ الإنسان ويَضُمُّهُ إليه ويَرْفَعُهُ مِنْ وِهْدَةِ الهلاك والفساد. وها العذراء شاهدةً على ذلك. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
لنكن متواضعين مثل السيّدة العذراء |
إٌنتقال السيّدة العذراء إلى السّماء |
“أريد أن أكون جار السيّدة العذراء!” |
ما هو لاهوت لاهوت العهد الجديد؟ |
العلاقات الصحّية |