|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أُذنهم غلفاء: 9 «هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: تَعْلِيلًا يُعَلِّلُونَ، كَجَفْنَةٍ، بَقِيَّةَ إِسْرَائِيلَ. رُدَّ يَدَكَ كَقَاطِفٍ إِلَى السِّلاَلِ. 10 مَنْ أُكَلِّمُهُمْ وَأُنْذِرُهُمْ فَيَسْمَعُوا؟ هَا إِنَّ أُذْنَهُمْ غَلْفَاءُ فَلاَ يَقْدِرُونَ أَنْ يَصْغَوْا. هَا إِنَّ كَلِمَةَ الرَّبِّ صَارَتْ لَهُمْ عَارًا. لاَ يُسَرُّونَ بِهَا. 11 فَامْتَلأْتُ مِنْ غَيْظِ الرَّبِّ. مَلِلْتُ الطَّاقَةَ. أَسْكُبُهُ عَلَى الأَطْفَالِ فِي الْخَارِجِ وَعَلَى مَجْلِسِ الشُّبَّانِ مَعًا، لأَنَّ الرَّجُلَ وَالْمَرْأَةَ يُؤْخَذَانِ كِلاَهُمَا، وَالشَّيْخَ مَعَ الْمُمْتَلِئِ أَيَّامًا. 12 وَتَتَحَوَّلُ بُيُوتُهُمْ إِلَى آخَرِينَ، الْحُقُولُ وَالنِّسَاءُ مَعًا، لأَنِّي أَمُدُّ يَدِي عَلَى سُكَّانِ الأَرْضِ، يَقُولُ الرَّبُّ. 13 لأَنَّهُمْ مِنْ صَغِيرِهِمْ إِلَى كَبِيرِهِمْ، كُلُّ وَاحِدٍ مُولَعٌ بِالرِّبْحِ. وَمِنَ النَّبِيِّ إِلَى الْكَاهِنِ، كُلُّ وَاحِدٍ يَعْمَلُ بِالْكَذِبِ. 14 وَيَشْفُونَ كَسْرَ بِنْتِ شَعْبِي عَلَى عَثَمٍ قَائِلِينَ: سَلاَمٌ، سَلاَمٌ. وَلاَ سَلاَمَ. 15 هَلْ خَزُوا لأَنَّهُمْ عَمِلُوا رِجْسًا؟ بَلْ لَمْ يَخْزَوْا خِزْيًا وَلَمْ يَعْرِفُوا الْخَجَلَ. لِذلِكَ يَسْقُطُونَ بَيْنَ السَّاقِطِينَ. فِي وَقْتِ مُعَاقَبَتِهِمْ يَعْثُرُونَ، قَالَ الرَّبُّ. هكذا قال رب الجنود: تعليلًا يعللّون كجفنة بقية إسرائيل. رُدّ يدك كقاطفٍ إلى السلال" [9]. يكرر دعوة الله "رب الجنود" ليؤكد أن هزيمة أورشليم ليس عن ضعف أو عجز في القدرة الإلهية، إذ هو رب الجنود، الذي تخضع له السماء والأرض بكل ما فيهما كجنودٍ له، إنما ما حلّ هو بسبب غلف آذانهم وعدم الاستماع له. إن كان شعبه يشبه كرمة، فإن العدو إذ قطف عنبها عاد إليها مرة ومرات لكي يعللها تعليلًا، أي يفتش فيها لعله يجد ما قد تبقى، حتى يتركها عقيمةً تمامًا! لا يترك فيها بقية ما! جاءت الوصية الإلهية: "وكرمك لا تعلله، ونثار كرمك لا تلتقط، للمسكين والقريب تتركه" (لا 19: 10). فإذ كسروا الوصية وكانوا يعللون كرومهم ويلتقطون نثارها ولا يتركونها للمساكين والأقرباء يتركهم الله ككرم يعللهم الأعداء ولا يتركون فيها ثمارًا قط... بل يصيرونها خرابًا. لقد اتسخت آذان الكل بالخطية فصارت غلفاء، ليس من يقدر أن يسمع صوت الرب أو يستجيب لوصيته. "ها إن أُذنهم غلفاء فلا يقدرون أن يصغوا. ها إن كلمة الرب صارت لهم عارًا. لا يُسرون بها" [10]. يوبخ العلامة أوريجينوس اليهودي الحرفي الذي يرفض التفسير الرمزي للكتاب المقدس قائلًا: [خطأ عظيم موجه إليكم. يُقدم إليكم اتهامكم: أنتم غلف في آذانكم، ولماذا عندما تسمعون هذا لا تستخدمون الموسى لآذانكم وتقطعونها...؟ اقطعوا آذانكم، اقطعوا الأعضاء التي خلقها الله لاستخدام الحواس ولزينة الإنسانية، فإنكم بهذا تفهمون الكتاب المقدس]. إذ تصير الأذن غلفاء لا يستعذب الإنسان صوت الرب بل يحسبه عارًا. يحسب وصية الله مخجلة، والتدين ضعفًا، والطاعة لله خنوعًا واستسلامًا. هكذا لا يختبر الإنسان عذوبة الكلمة الإلهية كقول النبي: "بفرائضك أتلذذ" (مز 119(118): 16)، "شريعة فمك خير لي من ألوف ذهب وفضة" (مز 119(118): 71). "وتتحول بيوتهم إلى آخرين، الحقول والنساء معًا، لأني أمد يدي على سكان الأرض يقول الرب" [12]. هذه إحدى ثمار العصيان، كما جاء في الشريعة: "تخطب امرأة ورجل آخر يضطجع معها؛ تبني بيتًا ولا تسكن فيه، تغرس كرمًا ولا تستغله" (لا 28: 30). ما هو هذا البيت الذي يبنيه ولا يسكن فيه إلا الاستقرار الذي يطلبه للنفس لكنها لا تجد راحة ما دامت خارج مسيحها؟! وما هي المرأة التي يخطبها فيأخذها آخر إلا الحرمان من المُعينة أو الشعور بالوحدة والعزلة؛ ليس من يقدر أن يسنده ويشاركه آلامه ومشاعره؟! وما هي الحقول التي يسلبها الآخرون إلا طاقات الإنسان ومواهبه وقدراته التي تحطمها الخطية، فلا تكون لبنيانه بل لهدمه؟! أما كيف نهرب من هذه المرارة؟! يقول الرب: "لأني أمد يدي على سكان الأرض" [12]. لنصر سكان السماء فلا تمتد يد الرب علينا بل إلينا ولحسابنا. ما دام قلبنا مرتبط بالتراب نصير ترابًا ونفقد حياتنا، أما إن صرنا بروح الله القدوس سمائيين فنصير سماءً يسكننا السماوي القدوس إلى الأبد. سبق فأعلن أنه لم يجد بارًا واحدًا في أورشليم فيصفح عنها (إر 5: 1)، ويعلن هنا أن التأديب جماعي، يسقط تحته الأطفال والشبان والشيوخ، الرجال والنساء، الأنبياء الكذبة والكهنة. إن كان الله يقدم الشفاء من الجراحات بأدوية التوبة، فإن الأنبياء الكذبة يتظاهرون كأطباء، يعالجون الجراحات بالكلمات الكاذبة الناعمة، قائلين: "سلام سلام" [14]. مع أن الواقع: "لا سلام" [14]. يخطئون تشخيص المرض ليخدعوا المرضى، فعوض الشفاء يصير الجرح خطيرًا، يؤدي إلى الموت والهلاك الأبدي. يرى البعض أن كلمات الأنبياء الكذبة هنا إنما تعني تقديم راحة نفسية للقادة والشعب، الذين اهتموا بالإصلاح الظاهري وتقديم تقدمات وذبائح مع انغماس في عبادة الأوثان ورجاساتها، قائلين: "سلام سلام" ما دام الله يُعبد وُيقدم له ما جاء في الشريعة، أما القلب ونقاوة الحياة وقدسيتها فهي أمور لا قيمة لها. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|