فسقطت على وجهها وسجدت إلى الأرض وقالت له:
كيف وجدت نعمةً في عينيك حتى تنظر إليَّ وأنا غريبة؟
( را 2: 10 )
النعمة أُظهرت ببوعز، والحق اعترفت به راعوث، وهذا استحضر بالفعل السلام إلى ضميرها والفرح إلى قلبها. ولكن ليس هذا كل شيء. فإن بوعز لم يكتفِ بأن يُطيِّب نفس راعوث ويترك قلبها مغمورًا بالعِرفان الذي قدمه لها. ومع أنها لم تتوقع بركة أكثر من ذلك، ولكن كان له أكثر ليقدمه. ولم يكتفِ بوعز إلا بأن يأتي بالقلب الذي طيَّبه إلى الشركة معه. ولذلك أمكنه أن يقول لها: «عند وقت الأكل تقدمي إلى ههنا» (ع14). أ فلا يعمل الرب معنا ذلك بطريقة عميقة؟ فإذا كان يبدد خوفنا ويتكلم إلى قلوبنا ويربح عواطفنا، فذلك لكي يأتي بقلوبنا إلى الشركة معه. والمحبة لا تكتفي دون شركة مع مَن تحب، لهذا قد مات المسيح لأجلنا حتى إذا سهرنا أو نِمنا نحيا جميعًا معه ( 1تس 5: 10 ). ونحن مغبوطون إن كنا نسمع ونصغي إلى دعوة النعمة هذه: «تقدمي إلى ههنا».