بعد هذا رأى يسوع أن كل شيء قد كَمَل،
فلكي يتم الكتاب قال: أنا عطشان
(يوحنا 28:19)
صرخة المسيح تلك بعينها هي في الوقت نفسه البرهان على لاهوته، وهذا ما نفهمه من القرينة التي وردت فيها هذه العبارة، إذ يقول البشير: «بعد هذا، رأى يسوع أن كل شيء قد كَمَل، فلكي يتم الكتاب قال: أنا عطشان». هنا نجد أمرين يؤكدان لاهوت المسيح: فأولاً هو رأى أن كل شيء قد كمل. وهذا معناه أنه ـ تبارك اسمه ـ كان يميز ويدرك كل الأمور التي جَرَت والتي تجري. فالوحي لا يقول إن أحد أخبره، بل يقول إنه رأى. وهي الكلمة اليونانية عينها التي تُرجمت في هذا الإنجيل عدة مرات «عَلِم» (انظر مثلاً يو16: 30؛ 18: 4؛ 21: 17). ما الذي رآه، أو بالحري عَلِمه، ذلك المصلوب؟ لقد رأى كل شيء، ومن ثمَّ علم أن كل شيء قد كمل. أ يمكن أن يكون إنسانًا عاديًا ويحيط علمًا بكل شيء؟ أ يمكن وهو في مثل تلك الآلام الرهيبة ـ لو كان هو مجرد إنسان ـ أن يُقال إنه علم أن كل شيء قد كمل؟