الرَّبُّ رَحِيمٌ وَرَءُوفٌ، طَوِيلُ الرُّوحِ، وَكَثِيرُ الرَّحْمَةِ [8].
يرى الأب أنسيمُس الأورشليمي أن الرب عرَّف موسى طرقه، وذلك حينما وقف على رأس جبل سيناء وحده، ونزل الرب في السحاب، واجتاز الرب قدامه ونادى الرب: "الرب إله رحيم ورءوف، بطيء الغضب، وكثير الإحسان والوفاء، حافظ الإحسان إلى ألوفٍ، غافر الإثم والمعصية والخطية... فيرى جميع الشعب الذي أنت في وسطه فعل الرب، أن الذي أنا فاعله معك رهيب" (خر 34). هذا ما عرّف الرب موسى به ليدرك أن الرب يأخذ جسدًا ويصير منظورًا، فيرجع الشعب إليه ولا يهلكون.
يقول القديس أغسطينوس إنه يليق بنا ألا نُسيء فهم طول أناة الله، فنكون مثل الغراب الذي خرج من فلك نوح ولم يرجع. لقد خرج وهو يصرخ "Cras! Cras!"، أي "غدًا، غدًا". لكن متى يأتي غدًا؟ يبقى هكذا يصرخ مؤجلًا رغبته في الرجوع إلى حضن الله، ولا يأتي هذا الغد!