|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أَقُولُ: يَا إِلَهِي لاَ تَقْبِضْنِي فِي نِصْفِ أَيَّامِي. إِلَى دَهْرِ الدُّهُورِ سِنُوكَ [24]. هذه هي أنَّات الكنيسة ليس من اضطهادها، وإنما لأجل شوقها أن يأتي السيد المسيح ليجد العالم كله قد تقدَّس، لينعم بالأمجاد الأبدية. يرى العلامة أوريجينوس أن هذه الطلبة لا تحمل شهوة النبي للبقاء إلى زمن طويل في العالم، وإنما تحمل مفهومًا روحيًا ساميًا. فالمرتل يطلب من الله أن تعمل نعمته فيه ليحقق رسالته التي ائتمنه الله عليها، بهذا يكون قد أكمل كل عمره. فالشهداء مثل أطفال بيت لحم، وإن قتلوا في سن مبكرة، لكنهم يُحسَبون أنهم أكملوا أيامهم بسلام، بينما بعض الشيوخ مثل رئيسي الكهنة حنان وقيافا بالرغم من مركزهما السامي وشيخوختهما لكنهما لم يُكَمِّلا أيامهما. * تُحسَب النهاية (للعمر) هي كمال الأمور وتحقيق الفضائل. لهذا السبب قال قديس: "لا تستدعني في نصف أيامي" (راجع مز 102: 24). مرة أخرى يُقَدِّم الكتاب المقدس شهادة لأب الآباء العظيم إبراهيم: "ومات شبعان أيامًا" (تك 24: 8). في النهاية أقدم لكم هذه الشهادة، وكأنه قال: "لقد جاهدت الجهاد الحسن، وحفظت الإيمان، وأكملت السعي" (2 تي 4: 7)، الآن أستدعيك من هذا العالم إلى البركة العتيدة، إلى كمال الحياة الأبدية، إلى إكليل البرّ الذي يعده الرب في آخر الدهور لكل الذين يحبونه (2 تي 4: 8؛ يع 1: 12) . العلامة أوريجينوس * كما يعد الله الذين يخدمونه بالحق: "أكمل عدد أيامك" (خر 23: 26)، مات إبراهيم شبعان أيامًا، ودعا داود الله، قائلًا: "لا تأخذني في نصف أيامي" (مز 102: 24). وأليفاز أحد أصدقاء أيوب، إذ تأكد من هذه الحقيقة، قال: "تدخل المدفن... كرفع الكُدس (الحنطة) في أيامه" (أي 5: 26). ويثبت سليمان هذه الكلمات، قائلًا: "أما سنو الأشرار فتقصر" (أم 10: 27). لهذا يحثنا في سفر الجامعة، قائلًا: "لا تكن شريرًا كثيرًا، ولا تكن جاهلًا، لماذا تموت في غير وقتك؟" (جا 7: 17) . البابا أثناسيوس الرسولي |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|