|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عارف احساس انك تشوف فشلك وضعفك قدام عينك ومش قادر تتحرك أو تعمل حاجة.. لما تشوف كل اللي حواليك بيتحركوا في حياتهم .. وأنت واقف مشلول مش قادر حتى تفكّر في بكرة .. والمؤلم أكتر من الواقع نفسه، هي الصورة اللي الله حطّها جواك من ساعة ما عرفته .. صورة عن حياتك وعن التعويض اللي الله هايغرّقك بيه .. صورة بعيدة تماماً عن اللي أنت بتعيشه دلوقتي .. حلم من ساعة ما حلمته والدنيا كلها ماشية عكسه بالظبط. وماتبقاش فاهم الغلط عند مين؟؟ الله رجع في كلامه مثلاً؟ ولا أنت اللي فيك حاجة غلط معطّلة خطة ربنا انها تتحقّق! شخصياً فضلت في الحالة دي مدة طويلة تايه مش قادر أقبل اللي بيحصل.. وكالعادة قفلت على نفسي مبكلمش حد، وقررت اسكت.. وابعد عن الزحمة يمكن أفهم في ايه؟ وعدت فترة وأنا ساكت مبعملش حاجة.. لحد ما قررت في مرة أواجه ربنا بكل اللي جوايا و"اتلطع" على بابه لحد ما يرد.. ودخلت اصلي وأنا مقرّر جوايا اني مش هامشي غير لما أفهم في ايه! والمرة دي ماتكلمتش .. فتحت الكتاب على طول على سفر التكوين.. واللي وقع تحت ايدي وقتها هي قصة يوسف ، واللي لاحظته لأول مرة في يوسف أن حياته كانت سهلة وعادية جداً. . لحد ما بس ربنا بعتله الحلم، ومن ساعتها وحياته اتقلبت .. يوسف كان مرتاح جداً.. ابن ابوه زي ما بيقولوا .. متدلع .. قميص ملون .. وكل اللي بيحلم بيه اي حد! بس من ساعة ما الله كلمّه .. وحياته بقت من سئ لأسوأ .. من كراهية اخواته .. لبير .. لعبودية .. لظُلم .. لسجن .. لسنين عمالة تضيع من عُمره مش بينجز فيها حاجة .. أنت متخيل أن أهم وأحلى فترة في حياة يوسف قضاها في السجن . . من وهو عنده ١٧ سنة لحد ٣٠ وهو مسجون .. والكُل بره عايش حياة طبيعية ومستمتع بأحلى فترة في عُمره .. وبتخيل كدة يوسف وهو في العشرينات (في السجن) بيبُص على اللي في سنُه بره وازاي هما مبسوطين وبينجزوا في حياتهم .. اللي بيحب وهايتجوز مثلاً . . واللي اشتغل شغلانة حلوة .. واللي اترقى وعمل فلوس تأمنه في المستقبل . . واللي مبسوط مع عيلته .. واللي بيتحرك ورا حلمه مفيش حاجة موقفاه .. كلّه بينجز وبيتحرك .. إلا يوسف.. مسجون! فاكر وقتها ابتديت اصلي واتكلم بهدوء كدة بس مقدرتش اكمل بالهدوء ده الصراحة .. مع الوقت ابتديت ابكي واتكلم بغضب وحُرقة منه.. زي ماتقول الصلاة قلبت "خناقة" بيني وبينه في الآخر.. فاكر قولتله بكل مرارة "بس فهّمني ليه الدنيا ماشية معايا بالعكس من ساعة ما قابلتك.. ؟ ليه حياتي واقفة وكل اللي حواليا بيتحركوا ؟ وليه من الأول زرعت حلم جوايا ملوش علاقة بالواقع؟ وليه قولتلي اسيب الكل وأمشي وراك وأنت عارف انها هاتبقى صعبة كدة؟ ما كنت تسيبني أبقى "عادي" زي الباقيين.. ولا صراع ولا فشل ولا معاناة .. اهو اعيش اليوم بيومه زي الناس وخلاص؟ أو تخلينا كدة من بعيد لبعيد .. ابقى اصليلك في المناسبات واحاول ابقى كويس في تصرفاتي .. وأنت تبقى تباركني برضو من بعيد لبعيد .. زي ما بتعمل مع الباقي .. لكن أنا من ساعة ما مشيت وراك .. وحياتي عمالة تُقع .. من ساعة ما سلّمتك حياتي وأنا شايفك بتضيعها مش بتنجز فيها حاجة .. الكُل بينجز .. لكن أنت قولي أنجزت ايه في حياتي من ساعة ما قابلتك؟؟ " وكنت متوقع يفهمني ، ويشرحلي كل ده بيحصل ليه.. أو بقى يقولي هعوضك أو يغير الواقع .. لكن رده كان غريب اوي.. قالي بكل هدوء.. " إنجازي في حياتك هو "أنت". أنت الهدف ياحبيبي مش حاجة بتعملها .. أنت الإنجاز مش الحلم اللي اديتهولك.. وحتى السنين اللي بتضيع دي في خطّتي، حتى لو بسبب اختياراتك الغلط .. فا اللي بيسلملي حياته .. مابيبقاش فيها وقت ضايع. حتى السجن والعبودية .. بحضّره فيهم للي دعيته ليه.. زي يوسف .. مكنش هايقدر يستحمل المُلك، غير لما يعدّي في السجن الأول.. ولو على التعويض والخير .. فا دول اسهل حاجة، بديها للكُل! لكن المُهم عندي هو قلبك .. المهم اني أخليك شبهي .. على حسب قلبي. تبقى شبهي وبعدها أطلعك للمجد وأديك أضعاف اللي بتحلم بيه ومخفش عليك، لكن قبل كدة اخاف التعويض والراحة تضيع حياتك وتتوهك عني.. وقبل ما تحقّق الهدف .. لازم أنا احضّرك ليه الأول .. وهاستخدم كل حاجة في حياتك - حتى السجن والعبودية والسنين اللي بتضيع- .. عشان أخليك قد الحلم اللي اديتهولك.. والأهم عندي من الحلم.. هو أنت .. لأنك أنت الإنجاز اللي عملته مش حاجة تانية .. " ولما خلّص كلامه لقيتني وقت البكاء ابتسمت.. ومن جوايا بقوله "شكراً لأني مهم عندك للدرجة دي.. شكراً لأنك صالح مابتغلطش في تخطيط حياتي.. وهاتفضل صالح في نظري .. وهاتفضل افكارك اعلى بكتير من افكاري .. ونظرتك سابقة نظرتي بكتير اوي .. عشان كدة هافضل واثق فيك .. لأنك فاهم بتعمل ايه كويس .. "🙏🏻🖤 |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
القيامة غيرت نظرتي |
كآنت نظرتي الأخيرة عميقة |
تغيرت نظرتي للامور |
لن اسمح للظروف أن تغير نظرتي |
نظرتى الى الله |