|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إِذَا بَنَى الرَّبُّ صِهْيَوْنَ، يُرَى بِمَجْدِهِ [16]. جاء الحديث هنا كأمرٍ قد حدث فعلًا. ففي وسط الآلام يعلن المؤمنون أن الخلاص قد تحقق، والعداوة قد زالت، والأشرار يَقْبَلون الإيمان ويصيرون قديسين! * كما أن العبرانيين الذين أخذهم أهل بابل أسرى، وصاروا يشتاقون إلى أوطانهم، ويشتهون أن يروا الحجارة التي بقيت بعد خراب أورشليم، وكانوا يتضرعون إلى الله، لكي يرجعوا إليها ويبنوها ويرفعوا مجده فيها، هكذا الطبيعة البشرية عندما أسرها المحتال، وخرَّب ما كان يسيجها (كأسوار)، ويحوط بها من نواميس الله وشرائعه وحمايته لها، صارت بواسطة أنبيائه وأتقيائه تتضرع باشتياق زائد وتلتمس الرجوع إلى ما كان عليه بنيانها... فربنا بحضوره إلى العالم بالجسد أعاد قيامتها ورفع بنيانها، وشيّد أركانها، وزيَّنها وأظهر فيها مجده، وحقق كل ما طلب منه أصدقاؤه لأجلها، وما سبق فوعدهم به عنها. الأب أنسيمُس الأورشليمي * "سيبني الرب صهيون" (راجع مز 102: 16). هذا العمل يتحقق الآن. يا أيها الحجارة الحية، اجروا إلى عمل البناء لا الهدم. صهيون تُبنَى، احذروا الأسوار المتهدمة. البرج يُبنَى في صهيون، ماذا يحدث؟ "يُرَى (الرب) بمجده" (مز 102: 16). لكي يبني صهيون، ويضع أساسات صهيون، نُظر في صهيون، ولكن ليس في مجده. "نظر إليه، لا صورة له ولا جمال" (إش 53: 2). ولكن بالحق عندما يأتي مع ملائكته ليدين (مت 25: 31)، ألا يتطلع إليه الذين طعنوه؟ ولكن الوقت متأخر، إذ يكونون في ارتباك، هؤلاء الذين رفضوا الارتباك مبكرًا والتوبة السليمة. القديس أغسطينوس |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|