|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
العنوان صَلاَةٌ لِمِسْكِينٍ إِذَا أَعْيَا وَسَكَبَ شَكْوَاهُ قُدَّامَ اللهِ من هو هذا المسكين إلا الإنسان حين يسقط في ضيق، ويشعر كأن أقرب من له عاجز عن مساندته بل وعن مشاركته مشاعره. إذ رأى كلمةُ الله ما بَلَغَه الإنسان من بؤسٍ وتعبٍ، قَبِلَ من أجل محبته للبشرية أن يتأنس ويحل في وسطنا كمسكينٍ، حتى بمسكنته يهبنا من فيض بركاته وتعزياته وغناه السماوي. إنه وحدَه قادر أن يحتضن كل نفسٍ ليرفعها إلى أمجاده عِوَض المذلة والضيق. يرى القديس أغسطينوس أن هذه الصلاة يُقَدِّمها السيد المسيح مع كنيسته بكونه رأسها، يقول: [لذلك فلنسمعْ المسيح، المسكين داخلنا، ومعنا، ولأجلنا.] * انظروا، فإن مسكينًا يصلي، ولا يصلي في صمت. لهذا فلنسمعه، وننظر من هو هذا. أليس ذاك الذي يقول عنه الرسول: "إنه من أجلكم افتقر وهو غني، لكي تستغنوا أنتم بفقره" (2 كو 8: 9). إن كان هو، فكيف يكون مسكينًا...؟ من هو أغنى من ذاك الذي به صُنعت كل الثروات، حتى تلك التي هي ليست بالحقيقة ثروات؟ به صارت لنا تلك الثروات والقدرات، والذاكرة، والشخصية، وصحة الجسد، والحواس وكل بنية أعضائنا، فإنه حين تكون هذه سليمة يكون حتى الفقير غنيًا. به أيضًا تُصنع الثروات الأعظم من إيمانٍ وتقوى وعدالة وحب وطهارة وسلوك حسن، فإنه ليس أحد له هذه الأمور إلا به، ذلك الذي يبرر الفجَّار... انظروا كم يكون غناه...! لكن لتمتحنوا كيف أنه هو ذاك المسكين، إذ "الكلمة صار جسدًا، وحلّ بيننا" (يو 1: 14)... لقد أخذ شكل العبد، والتحف بفقرنا، فجعل نفسه مسكينًا، وجعلنا نحن أغنياء. القديس أغسطينوس * يتحدث المزمور عن الإنسان المسكين، لا بخصوص المعوز إلى هذا العالم، بل ذاك الذي كُتِبَ عنه: "طوبى للمساكين بالروح" (مت 5: 3). عندما يشعر بالهزل؛ عندما يتذكر خطاياه السابقة والحاضرة، "يسكب" ألمه بكل قلبه، وليس بشفتيه. من هو هذا الذي بالحقيقة الإنسان القادر أن يسكب ألمه المبرح في حضرة الرب؟ من هو هذا الذي لا يشعر بنخس ضميره؟ القديس جيروم * الإنسان وإن كان ملكًا وأغنى الناس، يقال عنه إنه مسكين، لأنه مُفْتَقِر إلى الله، وليس لديه شيء، ما لم يكن ممنوحًا من قبل الله. الأب أنسيمُس الأورشليمي |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مزمور 100| العنوان |
مزمور 97 | العنوان |
مزمور 70 | العنوان |
مزمور 61 - العنوان |
مزمور 57 - العنوان |