العبرة بالنهايات. فليس الأهم شكل الطريق، ولا المتعة الوقتية، ولا الكُلفة المؤقته، بقدر ما أن الأهم هو النهاية، ولا سيما إن كانت دائمة ولا يمكن تغييرها.
بالنسبة ليوسف، قَالَ فِرْعَوْنُ لِيُوسُفَ: «انْظُرْ، قَدْ جَعَلْتُكَ عَلَى كُلِّ أَرْضِ مِصْر»، وهكذا أصبح في أعلى مراكز واحدة من أعظم دول العالم في ذلك الوقت. كل الناس قدَّروه وخضعوا له، حتى الذين حسدوه وباعوه سجدوا له أخيرًا. ولا أستبعد أن امرأة فوطيفار نفسها سجدت له!
أما بالنسبة لشمشون، فما أصعب الوضع: «وَابْتَدَأَتْ بِإِذْلاَلِهِ، وَفَارَقَتْهُ قُوَّتُهُ... وَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ الرَّبَّ قَدْ فَارَقَهُ. فَأَخَذَهُ الْفِلِسْطِينِيُّونَ وَقَلَعُوا عَيْنَيْهِ... وَكَانَ يَطْحَنُ فِي بَيْتِ السِّجْنِ». تخيل معي، امرأة زانية تذل هذا الرجل القوي! وتفارقه قوته ويضعف ويصير كواحد من الناس! ويا للهول: فارقه الرب! قُلعت عيناه اللتان أوقعتاه في كل هذا الذل! وفقد آدميته فصار كالحيوان يطحن في سجنه! ثم أخيرًا مات ميته ردية مع الأشرار وكواحد منهم، مع أنه ليس كذلك!