|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الــذيــن عندهـــم الرجــاء نعلم أنه إذا أُظهر نكون مثله، لأننا سنراه كما هو. وكل مَنْ عنده هذا الرجاء به، يُطهر نفسه كما هو طاهر ( 1يو 3: 2 ، 3) يا له من كلام فاصل، يميِّز الذين عندهم الرجاء من غيرهم! ويا له من تحريض قوي لنا بأن نستيقظ ونجِّد في السير، ناظرين إلى الرب، وخارجين إليه في الطريق الضيق خارج المحلة حاملين عاره! ولا ريب أن الذين يسيرون في هذا الطريق المُعيَّن من الله ـ طريق الإيمان والمحبة والرجاء لا ريب أنهم يسبقون بمراحل أولئك المُتباطئين الذين يتعوقون في ملذات العالم وأرباحه، عوضًا عن أن يشهدوا للناس عن الخطر والخراب الذي يتهددهم. ولا ريب أيضًا أنهم يُحرمون من الملذات العالمية، ويتألمون مع المسيح ولأجله، ولكن ابتسامته الحلوة تعوّض لهم تعويضًا فائقًا عن كل ما يقاسونه. ولا توجد حقيقة عملية أعظم من هذه. فمن جهة الخدمة، يقول المسيح: «تاجروا حتى آتي» ( لو 19: 13 ). ومن جهة الاهتمام بالآخرين، يقول: «ومهما أنفقت أكثر فعند رجوعي أُوفيك» ( لو 10: 35 ). ومن جهة شعورنا بوحشة الوجود في العالم الشرير، يقول: «آتي أيضًا وآخذكم إليَّ، حتى حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضًا» ( يو 14: 3 ). ومن جهة الاهتمام ببيت الله، يقول: «طوبى لذلك العبد الذي إذا جاء سيده يجده يفعل هكذا! بالحق أقول لكم: إنه يُقيمه على جميع أمواله» ( يو 12: 43 ، 44). ومن جهة ضعف الخيمة التي نحن ساكنون فيها، مكتوب أننا ننتظر من السماوات «مُخلصًا هو الرب يسوع المسيح، الذي سيغيّر شكل جسد تواضعنا ليكون على صورة جسد مجده» ( في 3: 20 ، 21). ومن جهة النوم وعدم المُبالاة، نجد التحذير من العبد الرديء الذي قال في قلبه: «سيدي يُبطئ قدومه» ( لو 12: 45 ). ومن جهة اللهج في الكلمة والمسَّرة بها، يقول: «ها أنا آتي سريعًا. طوبى لمن يحفظ أقوال نبوة هذا الكتاب» ( رؤ 22: 7 ). ومن جهة الخمول والفشل في طريق الخدمة، يشجعنا بقوله: «ها أنا آتي سريعًا وأجرتي معي لأجازي كل واحد كما يكون عمله» ( رؤ 22: 12 ). ومن جهة الموت الذي يُخيف، مكتوب: «لا نرقد كلنا، ولكننا كُلنا نتغير، في لحظة في طرفة عين» ( 1كو 15: 51 ، 52). فهل يوجد حق آخر يتضمن أمورًا عملية أكثر من الرجاء المبارك بمجيء الرب الثاني. |