|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
– طاعة الإيمان، الامتحان الكبير – ثم نقرأ عن أول مرة يطلب الله من إنسان أن يقدم له ذبيحة في تكوين 22، والعجيب أن الطلب فيه ما هو غريب عن الله الحي تماماً وهو ذبيحة بشرية، كما أنه لم يحدث قط أن يطلب الله ذبيحة بسفك دم بشري، لأنه يمقت كل تصرفات الأمم الوثنية الذين قدموا البشر ذبائح لآلهتهم [25] وبذلك جلبوا على أنفسهم غضب الله – لأن غضب الله مُعلن من السماء على جميع فجور الناس وإثمهم، الذين يحجزون الحق بالإثم[26] – فالله لا يُمكن أن يقبل تحت أي مبدأ أو حجه سفك دم إنسان، ولكن هناك قصد عميق من وراء هذا الطلب الذي يُعتبر غريب عن الله كُلياً! فكل الذبائح التي رأيناها سابقاً – عدا ذبيحة عهد الله مع إبراهيم – كان يُقدمها رجال الله باختيارهم الحُرّ، ويقدمونها من الحيوانات الطاهرة، وكان ذلك تعبيراً عن اعترافهم بفضل الله في وجودهم وحياتهم وخضوعهم وتعبُّدهم وشكرهم له بقلب يشعر بفضل الله وإحسانه. أما الآن يطلب الله من إبراهيم ذبيحة محرقة محدده الوصف: [خذ ابنك وحيدك الذي تحبه اسحق.. وأصعده محرقة] [27]، وطبعاً السبب واضح في بداية الكلام: [وحدث بعد هذه الأمور أن الله امتحن ( nasah بمعنى وضعه تحت الفحص) إبراهيم]، وحينما أطاع إبراهيم الله ونفذ ما طُلب منه [هناك ناداه ملاك الرب من السماء.. لا تمد يدك إلى الغلام.. فرفع إبراهيم عينية ونظر وإذا كبش وراءه ممسكاً في الغابة بقرنية، فذهب إبراهيم وأخذ الكبش وأصعده محرقة عوضاً عن ابنه] [28]، وبذلك تبرر إبراهيم بالإيمان [29] وتبرر أيضاً بالأعمال [30] التي أظهر بها صدق إيمانه بالله الحي، فالإيمان تُظهره أعمال الطاعة، لكن الأعمال لا تجلب إيمان بل تُظهر جهد الإنسان وكبرياء قلبه. + بالإيمان قدم إبراهيم إسحق.. الذي قَبِلَ المواعيد وحيده.. إذ حسب أن الله قادر على الإقامة من الأموات أيضاً، الذين منهم أخذه أيضاً في مثال [31]وطبعاً ذلك كان رمزاً واضحاً كمثال حي لعمل الفداء الحقيقي والعظيم حين بذل الله الآب ابنه شخص ربنا يسوع الذي بذل نفسه – باختياره وسلطانة حسب التدبير – كفارة: + [الذي قدمه الله كفارة بالإيمان بدمه لإظهار بره، من أجل الصفح عن الخطايا السالفة بإمهال الله [33]؛ وهو كفارة لخطايانا، ليس لخطايانا فقط، بل لخطايا كل العالم أيضاً [34] في هذه هي المحبة ليس إننا نحن أحببنا الله، بل أنه هو أحبنا وأرسل ابنه كفارة لخطايانا] [35]ويقول القديس يوحنا ذهبي الفم: [هذه الحادثة ليست إلا رمزاً لذبيحة الصليب. ومن هُنا كانت كلمات الرب يسوع المسيح لليهود: إبراهيم أبوكم، أشتهى باشتياق شديد أن يرى يومي فرآه وغمره الفرح [36]. كيف استطاع أن يراه مع أنه سبق مجيء ابن الله بهذا القدر من القرون؟، لقد رآه في الظلال وفي الرمز، لأنه كما أن الكبش قُدِّم عِوضاً عن إسحق، هكذا الحمل الذي بلا عيب، الذبيحة الناطقة، قُدِّم عن حياة العالم كله. ولكن كان يلزم بالضرورة أن يُشار إلى الحقيقة بالرمز قبل ذلك بوقتٍ طويل] |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
طاعة الإيمان هي أولى ثمار النعمة في النفس |
طاعة الإيمان |
إن حياة الإيمان المُترجم لعمل طاعة |
يا لها من طاعة دقيقة أنشأها الإيمان في إيليَّا! |
طاعة الإيمان |