(1) – التقدمة – أول مرة نقرأ عن الذبائح هو ما جاء عن هابيل وقبول الله لذبيحته [وقدم أحضر ورفع) هابيل أيضاً من أبكار غنمه ومن سمانها (من أفضلها)][1]، وكان تقديم الذبيحة من نتاج العمل كهدية شكر لإحسان الله وفضله، والله قبلها بسبب قلب مقدمها – كما رأينا سابقا: + [بالإيمان قدم هابيل لله ذبيحة أفضل (أعظم)[2]من قايين. فيه شهد أنه بار، إذ شهد الله لقرابينه. وبه وإن مات يتكلم بعد... ولكن بدون إيمان لا يُمكن إرضاؤه][3]
وهنا يظهر جلياً سرّ قبول الذبيحة وهو الإيمان الحي التي تُظهره الأعمال البارة التي تكشف عن استقامة القلب الطاهر أمام الله.
وتقول الدسقولية (تعاليم الرسل): [أن الله ليس بمحتاج للقرابين لأنه فوق كل احتياج بطبيعته،.. بل أن المُحب لله الأول هابيل ونوح وإبراهيم والذين جاءوا بعدهم.. لما تحركت ذواتهم من جهة الناموس الطبيعي (وقلبهم الشاكر) أن يقرَّبوا لله، لم يفعلوا ذلك بتكليف – هكذا أعطى الله موضعاً للعبرانيين بأن يصنعوا هذا ولم يأمرهم، لكن سمح لهم أن يكون ذلك منهم إذا أرادوا هم؛ وسُرَّ بقرابينهم إذ قدَّموها بضمائر مستقيمة][4]
================