|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
جنة الرب «اِسْتَيْقِظِي يَا رِيحَ الشَّمَالِ وَتَعَالَيْ يَا رِيحَ الْجَنُوبِ! هَبِّي عَلَى جَنَّتِي فَتَقْطُرَ أَطْيَابُهَا» ( نشيد 4: 16 ) حسنٌ لكل مؤمن بالرب يسوع أن يعتبر أنه أُعطيَ جنة؛ حياته اليومية، التي ينبغي أن تفوح منها رائحة المجد لربه. هل نقبل بإرادتنا أن ندعو ريح الشمال أن تهب عليها؟ وريح الشمال تُحدثنا عن الظروف المضادة، بينما نرى في ريح الجنوب صورة للأحداث المُسرة. والله يرى الاثنين لازمان إذا أردنا أن تكون جنته مقبولة لديه. إن رائحة الجنة تفوح بأكثر وضوح عندما تهب عليها الرياح. ويقينًا نحن نشتهي أن تكون رائحة حياتنا مُسرّة له. وبالطبع فإن ذلك يعتمد بالأكثر على الكيفية التي نقابل بها الظروف المعاكسة: فإذا قبلناها بسرور، من يد الرب، وارتمينا على النعمة لتُعلِّمنا دروبها، فهذه رائحة طيبة تمامًا. ولكن من ناحية أخرى، ينبغي أن تكون أرواحنا في الوضع الصحيح لتقبل الظروف الحسنة، فلا نظن أننا نتلقاها باستحقاقنا، ومن ثم فلا تفوح من حديقة حياتنا الرائحة المُسرَّة، بل بالحري الرائحة البغيضة للاكتفاء والانكفاء على الذات. أما إذا قبلنا الظروف الحسنة من يدي نعمة الله، فهذه رائحة ذكية تُسرّ قلبه. فإذا قبلنا أن ندعو – باختيارنا – كلا من ريح الشمال وريح الجنوب إلى الهبوب على حياتنا، فحينئذٍ لن نتردد في دعوة حَبِيبِنا إِلَى جَنَّتِهِ لَيَأْكُلْ ثَمَرَهُ النَّفِيسَ ( نش 4: 16 ). وهكذا عندما تَجِدّ نفوسنا بأمانة للحصول على مسرة الرب حبيبنا فلن نعتبر حياتنا هي جنتنا الخاصة، بل جنته، ويومها لن ندَّعي أن استجابة قلوبنا لعمل روحه فينا هي بفضل عملنا، بل من عمل نعمة الله الحي. ندعوك يا رب لتأكل من ثمرك النفيس لكي نُفرِّح قلبك! |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|