لا تنسوا فعل الخير والتوزيع، لأنه بذبائح مثل هذه يُسرُّ الله
( عب 13: 16 )
هنا أيضًا تأتي الخدعة الكبرى، إذ نظن أن تقديم الابن للآب هو فقط بالكلام من خلال التشكرات!! وإذا كانت المسألة هكذا فالأمر لا يتعدى قدرة على الاستيعاب لِما نقرأه في الشروحات، ولِما نسمعه في العظات، ثم قدرة على التعبير في الاجتماعات.
وعليه فالأخ الذي تنقصه هذه القدرات لا يمكنه أن يقدم الابن للآب، أي لا يمكنه أن يكون عابدًا!! وبالطبع هذا أبعد ما يكون عن تعليم الكتاب، بل هو تشويه للحقيقة. فالآب يريدنا أن نردد أمامه الابن ترديدًا، ليس بجميل العبارات في الاجتماعات، بل بإظهار جماله فينا وسط احتكاكات الحياة. نردده أي نستعرضه في سلوكنا ومشاعرنا وأفكارنا. نردده أي يراه الآب فينا في صمتنا وفي كلامنا، في أعمالنا وفي بيوتنا، في محبتنا لبعض وفي احتكاكنا ببعض. يراه في حياتنا، ثم يراه في أحاديثنا عنه مع الآخرين، أي في شهادتنا؛ ثم أخيرًا يراه في شكرنا وعبادتنا في الاجتماع.