|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الذين ينتظرونه المسيح ... سيظهر ثانيةً بلا خطية للخلاص للذين ينتظرونه ( عب 9: 28 ) ما أعمق هذه العبارة «الذين ينتظرونه»! لقد نظرناه على الصليب. لقد نظرنا العمل الذي أنهى خطيتنا هناك. والآن نحن لسنا فقط ننظره وهو في حضرة الله، ولكننا ننتظره، ننتظر استعلانه حينما سيظهر مرة ثانية «للذين ينتظرونه»، بلا خطية للخلاص. لقد ظهر مرة في اتضاع كرجل أوجاع ولم يكن سوى الإيمان يستطيع أن يخترق حُجب ذلك الستار الخارجي ويرى الأمجاد والمشتهيات المختبئة وراءه. ظهر ليكون ذبيحة خطية، ليُبطل الخطية بذبيحة نفسه. ونحن ننتظره الآن لكي يظهر المرة الثانية بلا خطية. لقد نظرناه في الجلجثة حاملاً كل دينونة شعبه المفدي ليطهِّر ضمائرنا، ولكننا ننتظره مرة ثانية، بغير أدنى علاقة بمشكلة الخطية كلها ـ للخلاص. رجاء مبارك مجيء الرب هذا! إن أسمى غرض لمجيئه ثانيةً هو أخذ مفدييه من هذا المشهد حيث توجد الخطية، إلى ذلك المشهد الذي اقتناه لنا بدمه، مسكننا مع الله إلى الأبد. كم تنتعش النفس، وكم يتلذذ القلب بهذه الموضوعات المجيدة التي تملأ النفس بالسجود والتعبد! إننا نتأمل في النعمة التي أعطتنا بهذه الكيفية فداءً كاملاً وجعلتنا ننتظر رجاءً مجيدًا. لا شك أنه لزام علينا أن نعمل أثناء انتظارنا، ولكنه عمل مبعَثه المحبة. نعمل لا لنحيا بل لأننا أحياء، وننتظر ابن الله من السماء. فليس هناك من فرح، أو رجاء، أو نُصرة للمؤمن يمكن مقارنتها بذلك الهتاف البهيج الذي سيدوي من كل قلب، ونحن نصعد إلى دوائر نوره المبارك لنكون كل حين معه. عندئذٍ سيُستكمل الخلاص في معناه الكامل. ليس خلاص النفس فقط، وليس الإنقاذ بنعمته من عبودية الخطية الذي من امتيازنا أن نتمتع به الآن، وليس تعضيدنا في مختلف ظروفنا وتجاربنا في طريق غربتنا وسياحتنا هنا، ولكن الخلاص الكامل عندما تتم كل مقاصده عند مجيئه، عندما يُغيِّر شكل جسد تواضعنا ليكون على صورة جسد مجده، حسب عمل استطاعته أن يُخضع لنفسه كل شيء ( في 3: 21 )، عندئذٍ تكون قد تمت كل رغائبه. لا شيء غير مجيئه ثانيةً يبهج قلوبنا ويملؤنا ترنمًا وأغاني في الليل، ونحن ننتظر ونطلب سرعة مجيئه قائلين: «إن مجيء الرب قد اقترب» أو «الرب قريب». |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|