|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
رَنِّمُوا لِلرَّبِّ تَرْنِيمَةً جَدِيدَةً، لأَنَّهُ صَنَعَ عَجَائِبَ. خَلَّصَتْهُ يَمِينُهُ وَذِرَاعُ قُدْسِهِ [1]. يليق بنا إذ نتمتع بعمل المسيح الخلاصي الذي لن يشيخ، فنقدم دومًا تسبحة جديدة بقلب جديد وفكر متجدد. أعمال الله العجيبة الدائمة تبعث فينا فرحًا داخليًا، كأنه جديد، وبهجة مستمرة، فنردد مع إرميا النبي: "لأن مراحمه لا تزول، هي جديدة في كل صباحٍ" (مرا 3: 2-23). * "رنموا للرب ترنيمة جديدة". الاسم الجديد يستحق ترنيمة جديدة. هذا الفكر جوهري لما يقوله الكتاب المقدس في موضع آخر: "تُسمين باسم جديد" (إش 62: 2) الاسم الجديد يليق بترنيمةٍ جديدةٍ. جاء في سفر الرؤيا: "من يغلب، فسأعطيه حصاة بيضاء، وعلى الحصاة اسم جديد مكتوب" (رؤ 2: 17؛ 3: 12). الاسم الجديد هو الخاص بالمسيحيين... لماذا يليق به ترنيمة جديدة؟ "إنه صنع عجائب". صنع عجائب بين اليهود: شفى مفلوجين، وطهر برص، وأقام موتى إلى الحياة... أي شيء جديد يصنعه يليق به ترنيمة جديد؟ أتريدون أن تعرفوا ماذا فعل من جديد؟ مات الله مثل إنسانٍ لكي يحيا البشر. صُلب ابن الله، لكي يرفعنا إلى السماء... مع أنه كان في شكل الله قبل أن يصير في شكل إنسان، فعل هذا لينقص لكي به نحن نزداد. "خلصته يمينه". هذا معناه أنه خلص البشرية صنعته، وليس من صنع آخر. بمعنى آخر، ما قد صنعه بنفسه خلصه لنفسه. لقد صنع الإنسان للحياة الأبدية، الإنسان الذي هلك خلال رذيلته، مات لكي بيمينه يحفظ الإنسان لنفسه. "يمينه" في هذه العبارة ترمز لسلطانه، و"ذراعه" رمز لقوته... لأن هذا المزمور يتحدث عن المسيح، فإن يمين الرب وذراعه يمثلان سلطانه. القديس جيروم * "رنموا للرب ترنيمة جديدة" الإنسان الجديد يعرف ذلك، أما العتيق فلا يعرفه. الإنسان العتيق هو الحياة العتيقة، والإنسان الجديد هو الحياة الجديدة. الحياة العتيقة مستمدة من آدم، والحياة الجديدة تتشكل في المسيح. * ما هي ذراع الرب المقدسة؟ ربنا يسوع المسيح. اسمعوا إشعياء: "من صدق خبرنا، ولمن ُاستعلنت ذراع الرب؟" (إش 53: 1). ذراعه المقدسة ويمينه إنما هو نفسه. ربنا يسوع المسيح هو ذراع الله ويمينه. * هذه اليمين عينها، هذا الذراع عينه، هذا الخلاص بعينه هو ربنا يسوع المسيح الذي يُقال عنه: "ويبصر كل بشرٍ خلاص الله" (لو 3: 6). عنه أيضًا سمعان الذي احتضن الطفل قال: "الآن تطلق عبدك يا سيد حسب قولك بسلام، لأن عيني قد أبصرتا خلاصك" (لو 2: 29-30)... لمن أعلن خلاصه؟ هل إلى جزء أم إلى الكل؟ ليس إلى جزءٍ على وجه الخصوص. ليته لا يضلل أحد، لا يقل أحد: "هوذا المسيح هنا أو هناك" (مت 24: 23)... اسمعوا ماذا تبع ذلك: "لعيون الأمم كشف برّه". القديس أغسطينوس |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|