|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إنه مملوء عطفًا هُوَذَا طُوبَى لِرَجُلٍ يُؤَدِّبُهُ اللهُ ... لأَنَّهُ هُوَ يَجْرَحُ وَيَعْصِبُ. يَسْحَقُ وَيَدَاهُ تَشْفِيَانِ ( أيوب 5: 17 ، 18) يجب ألاَّ يغرُب عن بالنا أن الأوقات التي نعيش فيها ليست الأوقات التي يبسط الرب فيها سلطان مُلكه، ولكنها الأوقات التي فيها قد رُفع الستار عن قلب الرب، ورأينا حبه العميق، ولمسنا عطفه وإشفاقه. إننا حين نجتاز في التجارب والآلام، تكون قلوبنا مُعرَّضة أن تتساءل: لماذا لا يتداخل الرب بقوته؟ ولماذا لا ينتهر الألم فيتبدَّد؟ ولماذا لا يمد يده فيُنقذنا مِن التجارب سريعًا؟ ولماذا .. ولماذا؟ والجواب عن هذه الأسئلة هو أننا لسنا في وقت سلطان الرب ومُلكِهِ، ولكننا في وقت حُبِّهِ وعطفهِ. إنه يقدر أن يُبدِّد الآلام مهما زادت واشتدت، وأن يُنقذ مِن التجربة مهما عَظُمت، وأن يُذلِّل كل صعوبة مهما قويت. يستطيع أن يعمل هذا وأكثر من هذا لخاصته الذين يُحبهم ويهتم بهم، ولكنه يسمح لهم أن يجتازوا ظروفًا صعبة، وبدلاً مِن أن يُنقذهم بقدرته الإلهية، يُعزيهم بحنانه العميق، ويكشف لهم عن قلبه المُمتلئ حبًا وعطفًا، ويشترك معهم في ضيقهم، ويُشعرهم بقُربه الكامل منهم، وحينئذٍ تنحصر قلوبهم في شخصهِ المُبارك، ويحسُّون بأنهم مُستندون حقًا على صدره. ولا ريب أن هذا يقودهم لأن ينظروا إلى التجربة كأنها الطريق الوحيد إلى قلب الرب، والوسيلة التي بها يعرفون حنانه، ويلمسون محبته وعطفه، ويحسون قُربه، ويشعرون أنهم محمولون على ذراعيه الأبديتين. هذا ما يعمله الرب في هذه الأوقات، ولكنه سيأتي الوقت الذي فيه ينشر الرب سلطانه ومُلكه، فيخرج مِن فمه سيفٌ ماضِ لكي يضرب به الأمم، وهو سيرعاهم بعصا مِن حديد ( رؤ 19: 15 ). أَ فلا ينبغي أن نفرح بهذا الحب؟ أَوَ ليس عطف الرب كافيًا لإشباع قلوبنا وعواطفنا في وقت الشدة والألم؟ إن إرادتنا الخاصة وقلقنا يدفعاننا أن نطلب الهروب مِن الآلام، والابتعاد عن الضيقات والصعوبات، ولكن جميع مجهوداتنا في هذا ستذهب هَباء. فكم يجب إذًا أن نتعلَّم مِن الألم دروسًا، وأن نأخذ منه لأنفسنا اختبارات روحية سامية، تجعلنا نُحلِّق في جو عالٍ من الشركة الروحية، فيه نستطيع أن نختبر قُرب الرب منا، ووجوده معنا، فنرى نور وجهه، ونلمس حنان قلبه، ونحس بذراعيه تسنداننا في أشد التجارب وقعًا على النفس وأكثرها إيلامًا لها! وحين نحصل على هذه الاختبارات نحتمل الالآم لا بقلق وتذمر، ولكن بشكر وفرح، متمتعين بمنظر الرب في قُربه منَّا وعطفه علينا. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
إرميا النبي | وجد إرميا عطفًا من رجل غريب |
أطلب إليكم ألاَّ تظهروا ليّ عطفًا في غير أوانه |
ليملأه عطفًا ورقَّة وبركة وعزاء |
مملوء بالقوة (أع6: 8) |
مملوء بالنور (أع6: 15) |