|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سر الأفراح الحقيقية أن في هذه المملكة سيملك المسيح بشخصه وبصفته؛ فبشخصه لأنه المالك الحقيقي المستحق، ومعه صك الملكية بالخلق وبالفداء (رؤ5: 9) بصفته ابن داود الذي يعطيه الله كرسي داود أبيه ووعد ألا يكون لملكه نهاية (لو1: 32): وفي هذا تتميم للعهد الداودي، وتتميم لقول النبي: «وَيُقَالُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ: هُوَذَا هذَا إِلهُنَا. انْتَظَرْنَاهُ فَخَلَّصَنَا. هذَا هُوَ الرَّبُّ انْتَظَرْنَاهُ. نَبْتَهِجُ وَنَفْرَحُ بِخَلاَصِهِ» (إش25: 8، 9). وأيضًا: «وَمَفْدِيُّو الرَّبِّ يَرْجِعُونَ... وَفَرَحٌ أَبَدِيٌّ عَلَى رُؤُوسِهِمِ. ابْتِهَاجٌ وَفَرَحٌ يُدْرِكَانِهِمْ. وَيَهْرُبُ الْحُزْنُ وَالتَّنَهُّدُ» (إش35: 10؛ 51: 11). لا يستطيع أحد أن يدرك كَمِّ الحزن الذي اجتاز فيه هذا الشعب على مَرّ التاريخ، بعد رفضهم لملكهم الحقيقي، وهذا ما جعل قلب الرب يعتصر بالحزن وهو يرثي الشعب والمدينة (مت23: 37). فبعين النبوة رأى المعاناة الطويلة التي سيجتاز فيها الشعب ابتداءً من تيطس الروماني 70م، ومرورًا بالهلكوست 1941-1945م الذي قُتل فيه نحو 20 مليون يهودي في أتون المحرقات، وانتهاءً بالضيقة العظيمة؛ ضيقة يعقوب (إر30: 7)، والتي ستفوق في قسوتها وحِدَّتها وشدتها كل ما سبق. ولكن أخيرًا في المُلك الألفي العتيد ستأتي أيام البركة التي طالما انتظروها. ويقارن الكتاب بين الماضي بأحزانه، والمستقبل بأفراحه قائلاً: «لأَجْعَلَ لِنَائِحِي صِهْيَوْنَ، لأُعْطِيَهُمْ جَمَالاً عِوَضًا عَنِ الرَّمَادِ، وَدُهْنَ فَرَحٍ عِوَضًا عَنِ النَّوْحِ، وَرِدَاءَ تَسْبِيحٍ عِوَضًا عَنِ الرُّوحِ الْيَائِسَةِ» (إش61: 3)، وأيضًا «وَيَفْرَحُ قَلْبُهُمْ كَأَنَّهُ بِالْخَمْرِ، وَيَنْظُرُ بَنُوهُمْ فَيَفْرَحُونَ وَيَبْتَهِجُ قَلْبُهُمْ بِالرَّبِّ» (زك10: 7). ولنلاحظ أن كلمة الفرح تكرَّرت في هذا العدد الأخير ثلاث مرات: فهم سيفرحون بسبب رؤيتهم للخلاص الذي صنعه الرب، والبنون سيشاركون الآباء هذا الفرح، وأيضًا سيفرحون بالرب، أي ليس بالعطية فقط بل بالعاطي نفسه |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|