|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"إنَّنا راحِلونَ إلَى المَكانِ الّذي قالَ الرَّبُّ أُعطيكُمْ إيّاهُ" ( عدد 10: 29 ) إنما كان قلبه يصبو إلى الأرض التي وعدهم بها الرب. وعلينا نحن أيضًا أن نتذكر أننا راحلون ، فلا نسمح لقلوبنا أن تتعلق بما في الأرض، أو نضع رجائنا في أي شيء عليها، لأننا لسنا من هذا العالم . في يوميات "كريستوفر كولمبس" الرحالة الشهير، لم يركز على العواصف الشديدة، أو الليالي الرهيبة، أو أمواج البحار الهائجة، لكن كانت العبارة الأكثر تكرارًا في كتاباته هي: "مضى الليل، وأتى يوم جديد، وما زلنا نواصل الارتحال"؛ "أشرقت الشمس، وها نحن نواصل الارتحال". أحبائي ليحدث ما يحدث حولنا ... إنَّنا راحِلونَ! أمجاد السماء، وأشواق اللقاء، تجذبنا يوم بعد الآخر نحو وجهتنا الحقيقية السامية. إن كان شخص يعيش بمقتضى مجموعة من الأفكار التي تحكم قراراته وتوجهاته وتقييمه للأمور، ونظرته للعالم من حوله، فهو شخص يعيش تحت تأثير أيديولوجية محددة. وفي ضوء ذلك نجد أن المؤمن الذي يسلك بأيديولوجية كائن سماوي متغرب على الأرض؛ يُقيِّم كل شيء في الحياة على الأرض بمقاييس السماء، ويزن الأمور بموازين الله. كل شيء يراه في حجمه الصحيح، وقيمته الصحيحة، في ضوء الابدية. المؤمن الذي يعيش كالغريب، مُدركٌ أنه الآن يعيش في مجال اسمه الزمان ، وفي مكان محدد، لكنه يعلم علم اليقين أنه ستأتيه لحظة - لا يدري متى - سينطلق فيها من مجال الزمان، وحيز المكان، ويكون في المقر الأبدي السعيد. يا له من شعور مريح وفكر معزٍ وأمر مشوِّق! إن الحياة الحقيقية ليست هنا. إن الحياة في الزمان رحلة لها بداية ونهاية، وهي تصطبغ بالآلام والضعف والنقص والمحدودية. أما الحياة في السماء فلا نهاية لها ، ولا توجد مفردات في اللغة تصف عظمتها ومجدها. إن ما يعزينا هو أن رحلتنا في هذا العالم رحلة تَغَرُّبٍ مؤقتة، مُدَّعمة بموارد النعمة، وستُختم بالوصول للوطن. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
جدِّدْ يا ربّ قلوبَنا إنَّنا مستعدُّون للتَّغيير |
يا ربّ، إنَّنا باختيارنا الموت عن الذات نختارُ الحياةَ |
يا ربّ، إنَّنا ننوي أن نتعلَّمَ طرقك |
يا ربّ، إنَّنا ننوي أن نتعلَّمَ |