|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
النسيان وتتذكر كل الطريق التي فيها سار بك الرب إلهك ( تث 8: 2 ) «لأنه ما هي حياتكم؟ إنها بخار، يظهر قليلاً ثم يضمحل» ( يع 4: 14 )! .. أليست هذه صورة لحياتنا: البخار الذي يظهر قليلاً ثم يختفي؟ ثم لا يوجد الإنسان ولا يُعرف مكانه بعد! نحن نمضي في الأرض ونترك بعض الآثار، ثم ترتفع بعض الأمواج وإذا بكل شيء يختفي، والعالم يَنسى! ولكن هل الله ينسى؟ «يا رب، قد اختبرتني وعرفتني. أنت عرفت جلوسي وقيامي. فهمت فكري من بعيد. مسلكي ومربضي ذرَّيت، وكل طرقي عرفت» ( مز 139: 1 - 3). لقد كتب الله كل شيء في سفره. إن العالم سرعان ما ينسى ما حدث حوله. وأقرباؤنا يتذكرون لبعض الوقت وقائع تخصنا، ثم تمضي الأجيال ويختفي كل شيء. ولكن الله سجل كل شيء، وسيأتي اليوم الذي فيه سنُظهر أمامه وسنرى كل تفاصيل الطريق التي دُفنت منذ وقت طويل في أمواج النسيان. وما أكبر الفرق الذي سيكون في ذلك الحين بين المؤمن وغير المؤمن! يا للرعب أمام العرش العظيم الأبيض للذي سيكون قد رفض المسيح إذ سيستد فمه ولن يعرف بماذا يُجيب وسيذهب إلى الهلاك الأبدي! .. ويا لها من لحظة أيضًا للمؤمن عندما يقف أمام كرسي المسيح ستنكشف أمامه خطاياه السرية والأخطاء الماضية وآثار شرود الإرادة الذاتية، وهي أخطاء نُسيت منذ وقت طويل. ولكن هناك ستكون الثقة أن دم المسيح قد محاها جميعًا. وحينئذ يا للسجود الذي سنقدمه عندما نتحقق أخيرًا من شناعة تلك الخطايا التي حملها مخلصنا عوضًا عنا على صليب الجلجثة! ويا للتسبيح الذي سيتصاعد عندما نفهم هكذا عُظم محبته، ذاك الذي كان يعرف كل شيء والذي أخذ كل شيء على عاتقه للتكفير عنها إلى الأبد! ومن ناحية أخرى يا للشكر الذي سيصدر من القلب عندما نراجع بالتفصيل كل المناسبات التي فيها مهدت رحمة الله الطريق وزرعته بالبركات التي كثيرًا ما نُسيت في الوقت الحاضر! قال أيوب: «أيامي اسرع من عدَّاء، تفرُّ ولا ترى خيرًا. تمر مع سفن البردي. كنسر ينقصُّ إلى قنصه» ( أي 9: 25 ، 26), وحيث أن حياتنا تزول بهذه الطريقة، فليُعطنا الرب أن نقف أمام نوره حيث لا نسيان، حتى نُعبِّر له من الآن عن شكرنا لأجل محبته، ولأجل نعمته عند سقطاتنا، ولأجل رحمته طول الطريق. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
طرق النسيان |
النسيان |
النسيان |
النسيان |
النسيان |