عاش تسعًا وخمسين سنة في دير بالقرب من الإسكندرية، وقد بلغ به الزهد حدًا جعله يتناسى نفسه تمامًا. كما كان تقديره لرئيس الدير يدفعه إلى الانحناء أمامه كلما دخل قلايته طلبًا لبركته، وهذه الممارسة التقوية كلَّفته يومًا اختبارًا، إذ استهدف رئيس الدير أن يصل عن طريقه تقويم الشباب الجدد في ديره لأنهم كانوا يستخفون بتلك العادات المكرمة من الشيوخ. دخل مينا قلاية رئيسه مرة وانحنى أمامه كعادته قائلًا: "باركني يا أبي"، وتغافل الرئيس عنه وتركه في انحناءته إلى أن حان موعد الصلاة، وعندها فقط منحه البركة فانتصب مينا. فقال له أحد الأخوة آنذاك وكان شابًا: "لقد أضعت وقتك الثمين سُدى لأنك لم تعمل خلال هذه الساعات شيئًا"، فأجابه الزاهد: "كلا لم أضيعه، لأني وجدت أمامي الفرصة الكافية لتسميع المزامير كلها". لقد شاء الله أن يكرم هذا العابد الزاهد بعد نياحته، إذ أنه خلال صلوات تجنيزه امتلأت الكنيسة بعبير عطر، فكانت هذه الآية شهادة للفضائل التي تحلى بها هذا الزاهد.العيد يوم 26 بابه.