أكدت التشريعات المطبقة على اليهود بوحي من الكنيسة ما قيل من أنهم أناس رفضهم الله ولعنهم، أقيم من حولهم سياج عزل صحي يقي أرواح المسيحيين من عدواهم، وانكمشت الاتصالات على الصعيد الاجتماعي معهم، وتعددت حوادث اضطهادهم وطوردوا من مكان لمكان، فقد طرد اليهود من فرنسا وأعيدوا أربع مرات فيما بين عامي 1182، 1321 وفي عام 1322 طردوا مرة أخرى حيث لم يبق منهم يهودي واحد في فرنسا خلال الأربعين عاما التالية، وفي أسبانيا حيث ازدهر اليهود في ظل الحكم الإسلامي ثم المسيحي، بدأ اضطهادهم بوحي من الكنيسة عام 1492 طرد اليهود جميعًا من أسبانيا وتم ذلك في 2 أغسطس من نفس العام وهو يوم اتخذه اليهود يوما للحداد في حياتهم.
وبذلك استبعد اليهود في نهاية القرن الخامس عشر بصورة تكاد تكون تامة من كل غرب أوروبا باستثناء أجزاء بسيطة في ألمانيا وإيطاليا ومن ثم احتشدوا في الإمبراطوريتين الشرقيتين الباقيتين وهما: حيث تجمع اليهود الأشكينازيم אַשְׁכְּנַזִּים واليهود شمال أوروبا، وفي الإمبراطورية العثمانية حيث تجمع اليهود السفارديم Sephardim من الأصل اللاتيني أو الأسباني.