إِنْ وُجِدَ عِنْدَهُ مُرْسَلٌ، َسِيطٌ وَاحِدٌ.. لِيُعْلِنَ لِلإِنْسَانِ
اسْتِقَامَتَهُ،..وَيَقُولُ:أُطْلِقُهُ عَنِ الْهُبُوطِ .. قَدْ وَجَدْتُ فِدْيَةً
( أي 33: 23 ، 24)
أن استقامة الإنسان هي أن يعترف أنه قد أخطأ. فهذا المبدأ بسيط، ولكن على بساطته، ما أصعب وصول النفس إليه. فأيوب لم يصل إليه إلا بعد المشقة، فكم أدلى من الحُجج! وكم جادل في الأقوال! وكم عدّد في مِيزاته ومناقبه! وكم أشار إلى شرفه ومركزه! وهكذا بعد صعوبة كبرى وصل إلى نهاية نفسه ونطق بكلمات الاستقامة الصحيحة قائلاً: «ها أنا حقير، فماذا أُجاوبك؟»، وأيضًا «أرفض (نفسي) وأندم في التراب والرماد» ( أي 40: 4 ؛ 42: 6). هذا هو القلب البشري يصعب عليه أن يرى ذاته وامتيازاته متهدمة حوله. على أنه من الجهة الأخرى لا يستطيع أن يرى أمجاد المسيح إلا وسط تلك الأنقاض، أنقاض الذات. فابن أخلاقك كيف شئت، ودعِّم شخصيتك، واعمل لك برًا ذاتيًا، ولكن اعلم أنك بذلك تقيم سدودًا منيعة بينك وبين خلاص الله. إذ لا يمكن لك أن تتمتع بنعمة الله المجانية التي تملك بالبر للحياة الأبدية بيسوع المسيح ربنا إلا إذا انهدمت تلك السدود، وانهارت تلك الحواجز إلى التراب تحت قدميك.