أشار عبيد شاول على سيدهم أن يأتوا برجل يضرب على عود لكي تطيب نفسه، وبالفعل جاءوا بداود بن يسى البيتلحمي يحسن ضرب العود "وهو جبار بأسى ورجل حرب وفصيح ورجل جميل والرب معه" [18].
ما هذا العود (أو هذه القيثارة) التي تطرد الروح الشرير لتهب الإنسان راحة [23] إلا كلمة الله في العهدين الجديد والقديم، إذ تحوي أوتار الشريعة والنبوات والتسابيح والأناجيل والكتابات الرسولية إلخ... كأوتار متباينة لكنها تعمل معًا في انسجام لتهب المؤمن راحة وسلامًا.
يقول العلامة أوريجانوس: [الكتاب المقدس هو آلة الله الواحدة الكاملة والمنسجمة معًا، تعطي خلال الأصوات المتباينة صوت الخلاص الواحد للراغبين في التَّعلُيم، هذه القيثارة التي تبطل عمل كل روح شرير وتقاومه، كما حدث مع داود الموسيقار في تهدئة الروح الشرير الذي كان يتعب شاول ].
ظهر داود كجبار بأس وذلك من رعايته للغنم إذ حارب وحوشًا بلا سلاح؛ وكرجل حرب مع أنه لم يمارس هذه الحياة لكن سماته وقدراته تؤهله لذلك، وكان فصيحًا في كلماته عذبًا في مزاميره، جميلًا في طلعته؛ أما أعظم ما فيه هو أن "الرب معه" هذا هو سر قوته.