|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أسرة ''شهيدة المترو'': الضحية انتخبت مرسى.. لكن لم يفعل لها شيء ! فى منزلها الذى شهد أول صرخة لها معلنة قدومها للحياة، وفى الغرفة التى كثيراً ما كانت تلجأ إليها للمذاكرة تارة أو الخلوة مع النفس، كنا هناك نلتقى بوالدها وزوجها وابن عمها ليحدثونا عنها، عرفت بحسن خلقها، والتزامها دينيا، ووقوفها بجوار كل من يستجير بها، أهلها، جيرانها، أو حتى فى الشوارع، إنها ''مديحة'' أخر ضحايا إهمال مترو الأنفاق . يحكى لنا نجل عمها عبدالمنعم محمود كيف تلقوا خبر تغيبها عن البيت من زوجها وهاتفها المغلق، بعد أن خرجت إلى عملها بمدرسة التمريض صباحا، ومحاولة البحث عنها ومحادثة الأقارب والأصدقاء، حتى وقع فى يدهم خيط ساعد كثيرا فى الوصول إلى جثمانها قبل أن تدفن فى مقابر الصدقة لعدم الاستدلال على هويتها؛ حيث توصلوا إلى أن ''مديحة'' كانت قد اتصلت فى الساعة التاسعة وعشر دقائق بمسئولة بمدرسة التمريض تعتذر عن تأخرها عن موعدها، نظرا لتوقف الكهرباء بالمترو وتعطله، وأنها ستنتظر حتى يعمل المترو مرة أخرى لتصل إلى المدرسة. ويصف لنا عبدالمنعم الرعب الذى اجتاح قلوبهم خوفا من أن تكون خُطفت أو حدث لها مكروه ما، وذهابه إلى محطة مترو ''الشهداء'' ليتحدث إلى مسئولي نقطة المترو، ليلتقط معلومة أخرى تفيد بأن هناك حالة قد نقلت من محطة العتبة إلى المستشفى فى حالة إغماء شديدة، لينتقل بعدها إلى قسم ''الموسكى'' ويقابل رئيس المباحث وأمين الشرطة الذى حملها إلى المستشفى، ويرى ''إيشارب'' خاص بها، لينهار عبد المنعم ويهرول إلى المستشفى حتى رآها وتأكد بعينيه. وروى ''محمود حسين محمود'' زوج ''مديحة''، والذى يعمل كفرد شرطة بمديرية أمن القاهرة، بداية مشواره فى القضية بعد علمه بوفاتها، لكى يرد لها حقها، وبصوت يخالطه الحزن، وبملامح بدت متماسكة فى أول الحديث إلا أنها سرعان ما هوت بكل ما فيها من أحزان لتنهمر دموعه، أثناء تذكره اللحظة التى تلقى فيها الخبر '' تلقيت هاتف من عبد المنعم نجل عمها يقول لى أنه عثر عليها، وأنها فى حالة إغماء شديدة، إلا أني قد شعرت أنها قد توفت، وذهبت مسرعا إلى المستشفى.. ورأيتها '' . بعد لحظات من البكاء والصمت استكمل محمود حديثه '' أيام صعبة مرت بى لم أكن أفكر فى أي شىء سوى الألم الذى تركه لى رحيل زوجتى، وبعد أن أفقت ذهبت إلى قسم الشرطة لاطلاع على محضر الوفاة، اكتشفت أنه محضر إداري ولا يوجد به متهم محدد، وغالبا ما تأخذ تلك المحاضر طرق الحفظ، وتلقيت روايات عدة على واقعة وفاة زوجتى، وتأكدت من شهود عيان عدة أن المترو توقف لوقت كبير دون أن يتدخل أي مسئول أو يحاول أحدهم توجيه الراكبين إلى حلول، وأن القطار قد تحرك سريعا بدون مقدمات أو إعلان لذلك فور عودة الكهرباء، فتأكدت ان سبب الوفاة هو إهمال جسيم''. وذكر زوج الشهيدة أنه شاهد فى إحدى الجرائد تصريح للدكتور ياسر على - المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية - يشير فيه إلى أن الرئيس مرسي مهتم بالأمر، وأنه قد تم صرف معاش استثنائي للمتوفية وهو لم يحدث تمام . وأشار زوج ''مديحة'' إلى أنه أجرى اتصال بصندوق التأمين الاجتماعي ونفى له أن يكون هناك إخطارا من الرئاسة بذلك، وأكد محمود أنه لا يطلب معاشا أو تعويض مادى أكثر من مطالبته بالقصاص لها وإقالة رئيس جهاز المترو ووزيري النقل والكهرباء، وان لم يحدث ذلك سوف يقدم بلاغا للنائب العام يختصم فيه رئيس الجمهورية ورئيس جهاز المترو ووزيري النقل والكهرباء، وأنه فى حالة محاسبة المسئولين سيتراجع عن تقديم البلاغ ويتنازل عن كل حقوقه القضائية. ''مديحة'' التى فقدت حياتها فى شهر رمضان المنصرم، تساءل زوجها متعجباً '' ماذا كان رد فعل المسئولين داخل جهاز تشغيل المترو بعد علمهم بتوقف القطار داخل النفق لمدة تزيد عن ساعة؟!''، ويؤكد زوجها أن لديه تقارير تثبت وصول ''مديحة'' وهى متوفاة إلى المستشفى، فى الوقت الذى ينفى ذلك جهاز تشغيل المترو، وتؤكد التقارير الطبية أن الموت كان نتيجة للاختناق والهبوط فى الدورة الدموية، ولا يوجد أى إصابات ظاهرية فى جسدها. وبيد مرتعشة لازالت تحتفظ بـ''دبلة'' زواجه من ''مديحة'' قال محمود '' وحياة حبى ليها ما هسيب حقها حتى وهى فى قبرها''، ''محمود'' ضاق من تراخى المسئولين عن شفاء صدره، وسعيه وحيداً على طفليه وقضية زوجته ''الأسرة كلها اتهدت تماماً بعد سبع سنوات من الزواج الذى لم تكتمل فرحته، وطفليها اليتيمين فى اشتياق لها''، ليؤكد أن الاتصالات تنهال عليه من أناس لا يعرفهم ليعزوه فى الفقيدة ويساندوه فى قضيته. ''خمس وقفات سلمية'' كانت جهود عائلة ''مديحة'' مع تضامن بعض الركاب داخل أرصفة المترو التى فقدت ''مديحة'' بين أرجائه حياتها، رأى فيها ''محمود'' من يتضامن معه من الناشطين والناشطات، ورأى من تهكم عليه، لكنه لم ير فرد أمن أو مسئول من المترو يتجاوب مع قضيته، لم يحاول فيها التعرض لسير عمل المترو أو الاعتصام أمام أى من المكاتب ''أنا إنسان متعلم وعارف أن الحق ميجيش بالطريقة دى''، ليتمتم فى ألم ''المسئولين فى مصر هما السبب فى رخص الدم المصرى..لو كانت مراتى حد مهم فى البلد.. كان هيبقى الموقف غير كدة خالص''. ووجه ''محمود'' حديثه للرئيس محمد مرسى قائلاً:'' كلامك يا ريس قبل الكرسى غير بعد الكرسى.. أنا بقالى أكتر من شهرين بطالب بحقى.. فين حقى وحق ولادى يا دكتور؟!''، وقال فى حزن :'' اللى ماتت انتخبته وفى الأخر هو فين؟!'' . ويتابع محمود حديثه عن زوجته الذى شاء القدر أن يحرمه منها ''اتكلمنا فى وسائل إعلام كثرة، وكنت انتظر من الرئيس حتى أن يقدم لنا الاعتذار، الرئيس اعتذر لإلهام شاهين ..لكن إحنا غلابة!.. حادثة مماثلة حدثت فى اليابان ثلاثة مسئولين تحولوا للتحقيق فورا، وقدموا اعتذارات لأهل الضحية '' . وفى ختام الحوار مع أهلها، أكد والد ''مديحة'' وعينة مليئة بالدموع '' حتة منى واتخطفت.. بنتى طيبة وغلبانة.. ومحدش هيتحاسب بسببها، وأصحاب الكراسى مش حاسيين بينا، ووقفنا فى المترو يمكن يسمعونا لكن محدش حس بينا''. المترو |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|