* إذ يتحدث المرتل عن ملكوت الرب ومجد ثوبه، يشير إلى قوته، وإن العالم لا يتزعزع، الآن يحول الحديث إلى الرب نفسه ملكًا باهرًا. ماذا يقول النبي؟ "كرسيك مثبته منذ القدم، منذ الأزل أنت". العبارة: "لبس الرب القدرة" تخص ضعف الجسد، ومع هذا فإن مُلكه قائم دائمًا. كرسيك ثابت، قائم على الدوام، ليس له بداية. "منذ متى؟" منذ أي زمن؟ لا يمكن أن يُعين، لأنه ليس من بداية له... ها أنتم ترون أن النطق النبوي وُضع بدون حدود، وها أنتم تدركون أنه يحتوي على قياس منطقي... لم يقل: "منذ الأزل أنت بدأت" وإنما "منذ الأزل أنت". إنك كائن دائمًا، يا من قلت لموسى: "هكذا تقول لبني إسرائيل: أهيه (أنا هو) أرسلني إليكم" (خر 3: 14).
القديس جيروم