|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تأمل أسلوبه في الحديث مع صموئيل النبي، إذ برر العفو عن خيار الغنم والبقر: "لأجل الذبح للرب إلهك" [15]. لم يقل "الرب إلهنا" بل "الرب إلهك". وكأنه يقول إن ما أتينا به ليس لأنفسنا بل لإلهك أنت! قدم شاول عذرًا لعصيان الشعب: "لأجل الذبح للرب إلهك في الجلجال" [31]. وجاءت إجابة صموئيل: "هل مسرة الرب بالمحرقات والذبائح كما باستماع صوت الرب؟! هوذا الاستماع أفضل من الذبيحة، والإصغاء أفضل من شحم الكباش، لأن التمرد كخطية العرافة، والعناد كالوثن والترافيم" [22- 23]. الله يُريد الطاعة والرحمة لا الذبائح والمحرقات، إذ جاء في المزمور: "بذبيحة وتقدمة لم تُسر. أذنيّ فتحتَ. محرَقةً وذبيحةَ خطية لم تطلب" (مز 40: 6). ويعلق القديس إيريناوس: [هكذا يعلمهم (داود) أن الله يطلب الطاعة التي ترد لهم أمانًا، لا الذبائح والمحرقات التي تقدمهم إلى البر ]. يمكننا القول إن سبب هلاك شاول هو فقدانه روح التمييز فاندفع إلى الظلمة مقدمًا مبررات كثيرة لتصرفاته الخاطئة. لهذا يركز الأب موسى في مناظرته مع القديس يوحنا كاسيانعلى التمييز كطريق للملكوت. من كلماته: [لا يستطيع أحد أن يشك في أنه متى كان "الحكم على الأمور" في القلب خاطئًا، أي كان القلب مملوءًا جهلًا، تكون أفكارنا وأعمالنا - التي هي ثمرة التمييز والتأمل - في ظلام الخطية العظمى... الرجل الذي كان في نظر الله مستحقًا أن يكون ملكًا على شعبه سقط من مُلكه بسبب نقصه في "عين التمييز" (مت 6: 22-23) فصار جسده كله مظلمًا... لقد ظن أن تقدماته مقبولة لدى الله أكثر من طاعته لأوامر صموئيل، حاسبًا أنه بهذا يستعطف العظمة الإلهية]. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|