|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الإمتنان والشكر على النعمة ان يسوع المسيح قد أرسل الى العالم ليكون هو “نور العالم” ولقد ابتدأ تعليمه من أول لحظة لقدومه وتجسده، فبينما كان في رحم العذراء مريم بدون أي كلمة ويبدو حتى بدون أي حركة قد تكلّم” فَهُوَذَا حِينَ صَارَ صَوْتُ سَلاَمِكِ فِي أُذُنَيَّ ارْتَكَضَ الْجَنِينُ بِابْتِهَاجٍ فِي بَطْنِي.” (لوقا44:1). يسوع هو كلمة الله الأب:”فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ”…” وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْدًا كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ، مَمْلُوءًا نِعْمَةً وَحَقًّا.“(يوحنا1:1 و14)، ولذلك فليس كل ما يعمله وكل ما يعانيه او يتكلم به وبطريقة يمكن فهم اسراره الإلهية الا لمن هم يتبعوه لهذا جاء:” كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ.“يوحنا 12:1). لقد فهم القديس يوحنا المعمدان هذا وارتكض بإبتهاج فيسوع قد حرّك قلب هذا الطفل وهو مازال في رحم اليصابات، فلننتبه جيدا لهذا التعليم الذي كان بلا كلمات وكيف انه لم يخترق اسماعنا بل تكلم بقوة في قلوبنا وارواحنا. لقد رأينا اليصابات في صورة الناموس والعذراء مريم في الكنيسة والآن نراهما يتقابلان عند زيارة مريم لنسيبتها اليصابات. كانتا أقرباء زالذي يظهر لنا كيف ان الناموس القديم والناموس الجديد مرتبطتان معا فهما يختصان من نفس العائلة السماوية. زمع ذلك فلا يكفي ان يتم الارتباط بينهما فيجب ان يلتحما. عندما حقق يسوع النبؤات فيه وعندما صعد الى اعلى السموات الم يلتحفا ناموس العهد القديم مع العهد الجيد؟ نجن نرى ذلك بوضوح في شخص القديس يوحنا المعمدان فكما قال القديس أغسطينوس ان القديس يوحنا مثل الفجر ليوم جديد والذي ليس هو بالليل او بالنهار ولكن على الحدود والتي فيها تقابلا. لقد ضم القديس يوحنا المجمع اليهودي للكنيسة فهو سفير للمجمع والذي رحّب بيسوع كمحرر وهو أيضا سفير عن الله والذي قدّم يسوع للمجمع. ان يسوع قد احتضن يوحنا عندما تقبل منه المعمودية ويوحنا احتضن يسوع عندما أعلن:” «هُوَذَا حَمَلُ اللهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ! “(يوحنا29:1)، لهذا جاء يسوع الي يوحنا والقديسة مريم الي اليصابات فيسوع هو الذي بدأ بالفعل، انها من النعمة ان تأخذ زمام المبادرة وبالفعل بدأ يسوع بذاك التقارب والارتباط ما بين العهدين. ان النعمة لا تعطى لنا بسبب ان قد فعلنا شيئا او عملا صالحا، ولكن بدلا من ذلك كي يمكننا ان نفعل ذلك الشيئ الصالح، فان النعمة يجب ان تكون في توافق تام مع احسن رغباتنا واذا ما توافقت مع مشيئة الله وهي تمتد الي كل حياتنا وحتى ما بعدها فهي تظل نعمة. ان الاستعمال الجيد لعمل النعمة يظل دائما يجلب نِعم أكثر وأكثر ولا يمكن ان تنضب “وَنِعْمَةً فَوْقَ نِعْمَةٍ.“(يوحنا16:1). انها لا يمكن تظهر نفسها من ان تكون – نعمة- فهي تأتي الينا غير ظاهرة لهذا فعندما أتت مريم للأليصابات وأيضا عندما أتى يسوع ليوحنا المعمدان أُظهرت النعمة بلا ضجة. دعونا ننصت لذاك الحوار المقدس:” «مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِ”(لوقا42:1) والتي تعني ايتها الكنيسة يا مجتمع المؤمنين مباركة انت من كل من هم على الأرض فأنت مباركة منفردة لأنكِ مختارة اختيار فريد كما قيل:” وَاحِدَةٌ هِيَ حَمَامَتِي كَامِلَتِي. الْوَحِيدَةُ”(نشيد الاناشيد9:6). – “فَطُوبَى لِلَّتِي آمَنَتْ” (لوقا45:1) ما قالته اليصابات لمريم وكان لذلك سببا جيدا لأن الإيمان هو منبع لكل النِعم”أَمَّا الْبَارُّ فَبِالإِيمَانِ يَحْيَا”(عبرانيين38:10) – “أَنْ يَتِمَّ مَا قِيلَ لَهَا مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ»“(45:1) فكل شيئ سيتم كما قيل. انه من الصعب تخيل كيف استقبلت القديسة مريم لأي من تلك الكلمات العظيمة والتي تسبح كونها “مباركة بين النساء” بسبب الطفل الذي تحمله، ومباركة ثمرة احشائها وأيضا مباركة لأنها “أم ربيّ” وفوق كل ذلك فهي مباركة ومطوبة بسبب إيمانها. ترى كيف ستجاوب مريم على كل تلك الإعلانات و التطويبات والتهنئات؟ لقد اعادت بتواضع كل الإنتباه نحو الله معترفة بأنه هو المصدر الحقيقي لكل تلك البركات في حياتها. فقالت مريم:” فَقَالَتْ مَرْيَمُ: «تُعَظِّمُ نَفْسِي الرَّبَّ، وَتَبْتَهِجُ رُوحِي بِاللهِ مُخَلِّصِي(لوقا46:1-47). هنا يعود الينا جزء من مجال منظر الزيارة والذي فيه كان رد مريم لأليصابات كشبه نشيد، والذي يعكس في الحقيقة جزء خاص وهام من حياة مريم الداخلية. ان الآيات التي ذكرها القديس لوقا في انجيله:” « (لوقا46:1-55) والتي تعرف عامة ب “أنشودة التعظيم” والمترجمة من اللاتينية Magnificat anima mea Dominum (تعظم نفسي الرب)، واستخدمت الكلمة الأولى “تعظم” ولذا عرفت بانشودة التعظيم The Magnificat، وهذا فالكلمة “تعظم” في اليونانية megalunein تعني “تصنع شيئا عظيم او تسبح” وعندما تقول مريم ان نفسها تعظم الرب فهي بهذا تعبّر من كل اعماقها كيف انها ترغب في تسبحة الله وان تفعل ما في وسعها ليتتمجد ويتعظم. صلاة: يا قديسة مريم يا ام كل رحمة اطلب منكِ ان ترفعي طلبتي هذه لإبنك يسوع لكي يكشف لي ماذا ينبغي لي ان افعل وما هي مشيئته حتى لا افشل ولا تفرغ اجاجين حياتي ولكي استحق ان أحيا معكما في السماء. آمين. اكرام: حاول ان تتأمل كيف ان طفل اليصابات “ارتكض” فرحا عند حضور يسوع، وحاول ان تطبق ذلك الفرح عند ذهابك للكنيسة والتناول من جسد ودم يسوع في سر القربان المقدس نافذة : يا ام الله صلي لاجلنا |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|