|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بِخَوَافِيهِ يُظَلِّلُكَ، وَتَحْتَ أَجْنِحَتِهِ تَحْتَمِي. تُرْسٌ وَمِجَنٌّ حَقُّهُ [4]. يُقصد بِخَوَافِيهِ ريش الطائر الناعم. كثيرًا ما يشبه الله نفسه بالطائر الذي يحتضن صغاره بجناحيه. يرى القديس غريغوريوس النيسي أن الله خلق الإنسان على صورته، وبالتالي له جناحان. ولعله لا يقصد جناحين بالمفهوم الجسدي، إنما الروحي، يعيش في جنة عدن وتطير أعماقه كما بجناحين في جو سماوي. يرى القديس جيروم أن الله يحوط حولنا بكلمته التي هي الحق، فنصير في حمايته كما بترسٍ، أي ترس الحق القادر أن يحطم الباطل والخداع والكذب الذي للهراطقة. يرى القديس أغسطينوس أن المرتل يدعونا أن نختفي بين ذراعي الله وتحت جناحيه، فيحيط الله بنا من كل جانب، حتى لا يحل بنا خوف ولا تصيبنا أذية: [كن حريصًا ألا تفارق هذا الموقع، فلا يجسر عدو أن يقترب إليك. * إن كانت الدجاجة تحمي صغارها تحت جناحيها، كم بالأكثر تكون في أمان تحت جناحي الله، من الشيطان وملائكته والقوات التي تطير في وسط الهواء مثل الصقور لكي تقتنص الصغار الضعفاء؟ القديس أغسطينوس * من الذي يظللك؟ إله السماء بالطبع، كما تظلل الدجاجة فراخها (مت 23: 37)، والنسر فراخه. في هذه النزعة عينها تقول التسبحة في سفر التثنية إن الرب يحمل شعب إسرائيل على منكبيه كالنسر يحميهم (تث 32: 11). يمكن أيضًا تفسير هذه الآية بخصوص المخلص، إذ على الصليب يهبنا حماية جناحيه. "تحت أجنحته تحتمي" (مز 91: 4). "طول النهار بسطت يديَّ إلى شعبٍ معاندٍ ومقاومٍ" (رو 10: 21). رفع يديّ الرب نحو السماء لم يكن لطلب العون، وإنما لحمياتنا، نحن خلائق البائسة. "حقه يحيط بك بترسٍ" (راجع مز 90: 4)، بمعنى أن حقه يحميك من كل الجوانب. * نجد ذات الفكر في سفر التثنية (32: 11). يبسط الرب كالنسر جناحيه علينا نحن فراخه الصغار. هنا يُشبه الرب بالنسر الذي يحرس صغاره. التشبيه لائق بالله بكونه الآب، وكالدجاجة التي تحمي فراخها لئلا يخطفها صقر... "بخوافيه يستر عليكم" إنه يُرفع على الصليب، ويبسط يديه ليحمينا. "وتحت جناحيه نحتمي". تتطلعوا إلى يديه المصلوبتين، وكما يقول النبي، إن لدغتكم الحية تُشفون. حتى إن كنتم تجولون في برية هذا العالم، ولدغتكم عقرب، أو أفعى، أو صل، أو أي مخلوق سام، فلتطمئنوا أنكم سوف تبرأون، فالحية (النحاسية) تُرفع في البرية (عد 21: 8-9). * "حقه يحيط بنا بترسٍ". ترسنا دائري، أي يحمينا من كل الجوانب. إنه ليس مجرد ترس، وإنما هو أيضًا حصن. "يا رب كأنه بترسٍ تحيطه (تكللنا) برضاك" (راجع مز 5: 12). هل بالحقيقة يُكلل أحد بترسٍ. لاحظوا ماذا تقول (العبارة)؟ "يا رب يكللنا بترس رضاك". ماذا يعني هذا؟ إنك تحرسنا وتجعلنا منتصرين، وبعد النصرة تعطينا إكليلًا. "حقه يحيط بك بترسٍ". ولما كان المرتل قد قال بأن الرب سيخلصنا من الكلمة المهلكة، فإنه يمكننا أن نفهم هذه الكلمة التي للهلاك هي تعليم الهراطقة والفلاسفة واليهود. هذه الكلمة الحادة ليست الحق بل الكذب. القديس جيروم * تحطم أورشليم نفسها بخطاياها ومع هذا أية حنو يبقى! بأي دفءٍ يعبر عن حنوه، كأم نحو رضيعها. في كل موضعٍ في الأنبياء نجد ذات الصورة الخاصة بالجناحين، في أغنية موسى (تث 32: 11)، وفي المزامير (مز 91: 4)، مشيرًا إلى حمايته العظيمة ورعايته. القديس يوحنا الذهبي الفم * يصعب معرفة من نطق بالكلمات الآتية ولمن وجهها: "حوّلي عني عينيك، فإنهما قد غلبتاني، شعرك كقطيع المعز الرابض في جلعاد" (نش 5:6). يظهر أن السيد المسيح هو الذي يوجه هذه الكلمات إلى النفس النقية، ولو أني أعتقد أنه يمكن أن تُوجه إلى العروس. على أي حال سأعرض الآن معناها كما يظهر لي. قرأت في الكتاب المقدس في عدة مناسبات أن الأجنحة تُنسب إلى الله، كما يقول النبي: "احفظني مثل حدقة العين. بظل جناحيك استرني" (مز 8:17). وأيضًا: "بخوافيه يظللك، وتحت أجنحته تحتمي" (مز 4:91). واقترح موسى ذلك في سفر التثنية: "كما يحرك النسر عشه، وعلى فراخه يرف، ويبسط جناحيه، ويأخذها ويحملها على منكبيه" (تث 11:32). ويقول السيد المسيح: "يا أورشليم يا أورشليم، يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين إليها، كم مرة أردت أن أجمع أولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ولم تريدوا" (مت 37:23). تتوافق هذه التعبيرات مع ما كنا نفترضه. فإذا قال النص المقدس الموحى به، لأي سبب سرِّي لا نعرفه أن الطبيعة الإلهية لها أجنحة، لذلك يكون الإنسان الأول الذي خلق على حسب صورة الله، شبيها له في كل شيءٍ (تك 26:1). أستنتج من ذلك أن الإنسان الأول خُلق بأجنحة (روحية) حتى يكون شبيها بالطبيعة الإلهية. ويتضح أن كلمة "أجنحة" يمكن أن ترمز إلى الله. فهي قوة الله ونعمته وعدم فساده وكل شيءٍ آخر. وامتلك الإنسان جميع هذه الصفات، طالما كان على شبه الله في كل شيءٍ، ولكن ميلنا إلى الشر سلب منا الأجنحة. (فلم نعد تحت حماية أجنحة الله، بل نُزعت منا أجنحتنا الخاصة). لذلك ظهرت لنا نعمة وبركة الله وأنارت عقولنا حتى تنمو لنا أجنحة من خلال الطهارة والبرً بعد أن ننبذ الرغبات الدنيوية ونتجه إلى الله بكل قلوبنا . القديس جيرومالقديس غريغوريوس أسقف نيصص * مثل نسرٍ بسط الرب جناحيه علينا، نحن الطير الصغير. هناك يقارن الرب بالنسر الذي يحرس صغاره. التشبيه مناسب، أن الله يحمينا كأب، وكدجاجة تحمي صغارها، لئلا يختطفنا صقر. يمكن أيضًا تقديم تفسير آخر. إنه بجناحيه يظلل عليكم (مز 91: 4). إنه يرتفع على الصليب، ويبسط يديه ليحمينا، "وتحت جناحيه تلجأون". |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|