نرى لمعان نعمة الله الظاهر في خلاص اللص المُعلَّق على الصليب، لأنه واضح أنه لم يكن لديه أعمال صالحة ليعتمد عليها، ولم يكن يعرف شيئًا عن المعمودية أو العشاء الرباني، ولم يؤدِ شيئًا من الطقوس والفرائض الدينية. وبالإجمال كان بائسًا بلا رجاء من جهة نفسه، إذ لم يكن يمكنه أن يعمل شيئًا بعد أن صُلِبَ على الصليب، ولم تبقَ فائدة للكلام معه عن الأعمال، لأن يديه وقت أن كانتا طليقتين كانتا تمتدان إلى أعمال الإثم والفجور، والآن أصبحتا مُثبتتين في الخشبة لا تقويان على عملٍ ما؛ ورجليه وقت أن كانتا متحركتين كانتا تسعَيان في طريق الشر والإجرام، والآن أصبحتا مُثبتتين في الخشبة، لا تستطيعان أن تحملاه إلى هنا أو هناك.