كان معاصرًا للبابا بطرس الثاني الذي جلس على كرسي الإسكندرية خلفًا للبابا أثناسيوس الرسولي. وكانت نياحة البابا أثناسيوس هي الفرصة التي يترقبها الأريوسيون إذ كانوا يطمعون في أن يُجلِسوا على كرسي مار مرقس أحد أنصارهم، ولكن هذه الأحلام تحطمت برسامة البابا بطرس سنة 364 م. وكان الإمبراطور إذ ذاك هو فالنس الموالي للأريوسيين، فعول على الانتقام من البابا بطرس ومَن رسموه، فبعث إلى واليه في الإسكندرية أمرًا بالمبادرة إلى خلع الأنبا بطرس ونفيه وتنصيب لوقيوس الأريوسي مكانه، وتنفيذ تلك الأوامر ولو بالقوة العسكرية.
حين وصل الجنود إلى رينوكورورا - وهي مدينة تقع على الحدود الفاصلة بين مصر وفينيقية التي هي لبنان الآن - وقت المساء وجدوا الأسقف مشتغلًا بإيقاد القناديل داخل الكنيسة. فزعموا أن عملًا بسيطًا كهذا لا يؤديه أسقف بل يقوم به أحد خدم الكنيسة، فلما سألوه عن الأسقف استصحبهم إلى دار الأسقفية حيث قدم لهم طعام العشاء وخدمهم بنفسه. ولما انتهوا من العشاء أعلن لهم بأنه هو الأسقف ميلاس ضالتهم المنشودة، فدهش الجند وخجلوا مما أبداه نحوهم من كرم وتواضع، وعرضوا عليه فكرة الهروب تجنبًا للنفي. ولكن الأسقف القديس قابل عرضهم بابتسامة هادئة وقال لهم: "إني أفضل النفي في سبيل الإيمان على الحرية في ظل الأريوسية".