|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
استغاثة حَتَّى مَتَى يَا رَبُّ تَخْتَبِئُ كُلَّ الاِخْتِبَاءِ؟ حَتَّى مَتَى يَتَّقِدُ كَالنَّارِ غَضَبُكَ؟ [46] كأن الكنيسة وقد شاهدت موت المسيح تصرخ: إلى متى تغضب، فلا تدعوه أن يعود من بين الأموات؟ اذْكُرْ كَيْفَ أَنَا زَائِلٌ. إِلَى أَيِّ بَاطِلٍ خَلَقْتَ جَمِيعَ بَنِي آدَمَ؟ [47] يبدو أن الكاتب إذ رأى انهيار مملكة يهوذا، انهارت معه كل أحلامه، أنها مملكة أرضية لكنها تدوم إلى الأبد كوعد الله مع داود. وينطبق هذا بالنسبة للذين ظنوا في المسيا ملكًا أرضيًا يسود كل الأمم والشعوب لحساب إسرائيل، فانهاروا بصلب يسوع المسيح. أَيُّ إِنْسَانٍ يَحْيَا وَلاَ يَرَى الْمَوْتَ؟ أَيٌّ يُنَجِّي نَفْسَهُ مِنْ يَدِ الْهَاوِيَةِ؟ سِلاَهْ [48]. يميز القديس جيروم بين قول المرتل: "أي إنسان يحيا ولا يرى الموت؟!" (مز 88 [89]:48)، وما جاء في حزقيال النبي: "النفس التي تخطئ هي تموت" (حز 4:18)، قائلًا إن هناك فارقًا بين رؤية الموت وتذوقه، فإن [من يرى، يراه بالتأكيد لكنه قد لا يتذوقه، ومن يتذوقه بالضرورة يراه.] يقصد بهذا كل البشرية -الأبرار والأشرار- ترى الموت، موت الجسد، لكن من كانت نفسه مقدسة في الرب يرى موت جسده دون أن يذوق الموت، إذ هو حامل قوة قيامة المسيح عاملة فيه. في موضع آخر يميز القديس جيروم بين رؤية الموت وتذوق الموت. فكل البشر يرون الموت، لكن ليس جميعهم يذوقون الموت. يقول السيد المسيح: "الحق أقول لكم إن من القيام ههنا قومًا لا يذوقون الموت حتى يروا ملكوت الله قد أتى بقوة" (مر 9: 1). * من يرى (الموت) يرى بالتأكيد، لكنه ليس بالضرورة يذوقه. وأما من يذوقه فبالضرورة يراه... أنا رأيت امرأة جميلة. اشتقت إليها بكياني، لكن مخافة الله سحبتني من الشهوة. لقد رأيت الموت ولم أذقه. لكن إن حدث أن نظرت إليها واشتهيتها أكون قد ارتكبت الزنا بالفعل في قلبي. انظروا لقد ذقت الموت! القديس جيروم أَيْنَ مَرَاحِمُكَ الأُوَلُ يَا رَبُّ، الَّتِي حَلَفْتَ بِهَا لِدَاوُدَ بِأَمَانَتِكَ؟ [49] اذْكُرْ يَا رَبُّ عَارَ عَبِيدِكَ الَّذِي أَحْتَمِلُهُ فِي حِضْنِي، مِنْ كَثْرَةِ الأُمَمِ كُلِّهَا [50]. الَّذِي بِهِ عَيَّرَ أَعْدَاؤُكَ يَا رَبُّ، الَّذِينَ عَيَّرُوا آثَارَ مَسِيحِكَ [51]. جاءت هذه التعييرات الخارجة من إنسانٍ تجاسر ليتهم الله بأنه لم يمارس مراحمه الأبدية، ولا حفظ القسم والميثاق مع داود [49]، وقد ارتضى أن يحل العار من كل الأمم على شعبه، وأن يعيره أعداؤه [50-51]. هذا سواء عندما شاهد سبي يهوذا بواسطة بابل أو موت المسيح. لقد تحقق هذا العار على السيد المسيح بصلبه، فقد قيل على لسانه: "تعييرات معيريك وقعت عليّ" (مز 69: 6). مُبَارَكٌ الرَّبُّ إِلَى الدَّهْرِ. آمِينَ فَآمِينَ [52]. هذه هي تسبحة الكنيسة وقد قام المسيح من بين الأموات، وخرج من الهاوية غالبًا ومنتصرًا لحسابها! |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مزمور 88 | استغاثة وطلب عون إلهي |
مزمور 86 | استغاثة من الأعداء |
مزمور 61 - صرخة استغاثة وشكر لله |
استغاثة شاب |
مزمور 61 (60 في الأجبية) - تفسير سفر المزامير - صرخة استغاثة وشكر لله |