فقال يسوع: يا ابتاه، اغفر لهم، لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون
( لو 23: 34 )
يا له مشهداً مؤثراً حقاً لكل الخليقة!! فها هو الله السرمدي المجيد، الخالق العظيم بذاته وقد أتى في صورة إنسان، وها هو الآن مُعلَّق على خشبة الصليب يكتنفه العار والخزي والخجل! في البداية احتقرته الجموع (وشتمته)، وصرخت مُطالبة بصلبه، لكن هذه الجموع سمعت ما لم تتوقع أن تسمعه على الإطلاق؛ سمعت كلماته المترافعة الغافرة "يا أبتاه، اغفر لهم، لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون". هذه الكلمات التي لا بد وأنها قد أثّرت على قلوب كثيرة فأيقظتها. وقد كان لخضوعه الهادئ في احتمال الآلام التي واجهها من البشر، رسالة موجهة لكل إنسان، رسالة تتكلم بقوة لأي قلب مُخلِص ومُنصِت.