سالكة في رحاب الأرض:
كانت أمّة الكلدانيّين تجول في كل موضع لتستولي على شعوب وممالك بلا عائق، تجول كما في الأرض كلها لتلتهم الجميع، لكنّها لا تقدر أن ترتفع إلى فوق لتذل من هم قد ارتفعوا عن الأرض. هكذا يرى عدوّ الخير أن الأرض كلها قد انفتحت قدّامه، يسلك في رحابها، حتى دُعي برئيس هذا العالم أو أركانه.
حدود عدوّ الخير هي "رحاب الأرض"،
فهو كما يقول القديس جيروم: [كالحية يزحف على الأرض برأسه وذيله وبقيّة جسمه، ملاصق للأرض تمامًا. إنه يلتهم التراب، فمن كان منّا أرضًا أو ترابيًا صار مأكلًا له، أما من ارتفع بقلبه إلى السماء ليمارس الحياة العلويّة دون أن تسحبه محبّة الأرضيّات فلا يقدر العدوّ أن يقتنصه!