|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"فنظرت أنا دانيال وإذا باثنين آخرين قد وقفا، واحد من هنا على شاطئ النهر، وآخر من هناك على شاطئ النهر. وقال للرجل اللآبس الكتَّان الذي من فوق مياه النهر: إلى متى انتهاء العجائب؟ فسمعت الرجل اللآبس الكتَّان الذي من فوق مياه النهر، إذ رفع يُمناه ويسراه نحو السموات، وحلف بالحيّ إلى الأبد أنه إلى زمان وزمانين ونصف. فإذا تم تفريق أيدي الشعب المقدس تتم كل هذه. وأنا سمعت وما فهمت. فقلت يا سيدي ما هي آخر هذه. فقال: اذهب يا دانيال لأن الكلمات مخفية ومختومة إلى وقت النهاية. كثيرون يتطهَّرون ويبيضُّون ويُمحَّصون. أما الأشرار فيفعلون شرًا ولا يفهم أحد الأشرار، لكن الفاهمون يفهمون" [5-10]. لكي يختم دانيال السفر رأى ملاكين آخرين واللآبس الكتَّان، أي كلمة الله قبل التجسُّد (دا 6: 10). سأله أحد الملاكين عن مدة هذه الضيقة، وجاءت الإجابة إلى زمان وزمانين ونصف زمان ، أي إلى ثلاث سنوات ونصف. وهو نصف الأسبوع الذي تحدث عنه دانيال قبلًا، فترة الاضطهاد المُرّة جدًا ، تنتهي بكسر عهد الملك المفترس. يقول القديس جيروم: [إن الزمان والزمانين والنصف زمان لا يمكن أن يُقصد بها الثلاث سنوات ونصف التي فيها دنس أنطيوخس الهيكل كما ادعى بورفيري، لأن هذا يقتضي أن الغالب يتمتع بملكوت أبدي، وأن كل الملوك يخضعون له ويطيعونه، وهذا لم يحدث. إنما واضح أن الحديث هنا عن ضد المسيح الذي يملك لمدة 1290 يومًا أو ثلاث سنوات ونصف. إن كان قد طُلب من دانيال أن يختم السفر، لأنه يحوي أسرارًا لا يعرفها الجميع، وإن كان دانيال نفسه يقول: "وأنا سمعت وما فهمت" [8]، لكنه في نفس الوقت يؤكد أن من كان طاهرًا ومُقدسًا سيفهم ما قيل ويصير حكيمًا، أما الأشرار فلا يفهمون. المعرفة والحكمة هنا أمر نسبي فبلاشك أدرك دانيال الكثير من أسرار انقضاء الدهر، لكن كما في مرآة، أو خلال الظل، لكن تزداد المعرفة بالنسبة للمؤمنين وتنكشف أمور كثيرة. * لقد علق بأنه إذ يأتي المنتهى سينقص الأشرار الفهم، بينما المثقفون بتعاليم الله فسيستطيعون أن يفهموا. لأن الحكمة سوف لا تدخل النفس المنحرفة، ولا يمكنها أن تُفصح عن نفسها لجسدٍ خاضع للخطايا. القديس جيروم |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|