"وفي اليوم الرابع والعشرين من الشهر الأول إذ كنت على جانب النهر العظيم هو دَجلة" [4].
يرى البعض أنه رأى نفسه في الرؤيا على شاطئ نهر الدجلة، ولم يكن بالفعل هكذا، ولا قاطنًا في هذه المنطقة، وإن كان البعض الآخر يرون أنه بعد ثلاثة أسابيع من الصوم كان دانيال بجوار النهر العظيم (دجلة) يتمشَّى على شاطئ النهر يتأمل في الله ومعاملاته، كما كان اسحق يتمشَّى في الحقل.
عند نهر خابور رأى حزقيال النبي رؤياه العظيمة (حز1)، وعند مجاري نهر الأردن انفتحت السموات لترى ربنا ومخلِصنا يعتمد... هكذا إذ نجلس بجوار مياه المعمودية، ونقبل عمل روح الله فينا، وندرك بنوتنا لله ننال رؤيا جديدة في أعماقنا، ونكتشف تجلِّي ابن الله الوحيد الجنس في أعماقنا. نراه كمن على عرشه يهبنا عربون مجده السماوي إلى أن نلتقي به وجهًا لوجه فننعم بشركة أمجاده وميراثه الأبدي.
عوض العيد كان دانيال حزينًا وصائمًا، لا يأكل لحمًا ولا يشرب خمرًا، ولا يدهن بزيت كعادة الفارسيِّين. ظهرت له الرؤيا وهو في مناحة يبكي على خطايا شعبه.