بِمَرَاحِمِ الرَّبِّ أُغَنِّي إِلَى الدَّهْرِ. لِدَوْرٍ فَدَوْرٍ أُخْبِرُ عَنْ حَقِّكَ بِفَمِي [1].
يعلن الكاتب بهجته وتهليله بمراحم الله تحت كل الظروف وفي كل الأوقات، ويخبر بحقه الإلهي، يبقى أمينًا في وعوده وعهوده. إنه أمين مع كل جيل، فلا يخاف أو يضطرب من جهة المستقبل.
* "بمراحم الرب أغني إلى الدهر". لم يقل المرتل: "برحمة"، بل "بمراحم". إن كانت الخطية هي واحدة، فإن الرأفة تكون واحدة. ولكن إذ الخطايا كثيرة، فكثيرة أيضًا هي مراحم الله. بمراحمك يا رب "أغني لك إلى الدهر"، فقد اقتنيت مراحم إلى الأبد. لذلك يليق بي أن أسبح إلى الأبد، لأن علة تسبيحي أبدية. من يغني يطرد الحزن، ويطرد الخوف، ويقيم الفرح، لأنه يقتني الرحمة. هذا إذن ما يقوله النبي: لأن خطاياي مغفورة خلال رأفة الله، لهذا أبقى أغني بمراحمه. ما يعنيه بقوله "إلى الأبد" هو: إذ تتعطف عليّ، لا لوقتٍ قصيرٍ بل إلى الأبد، فمن جانبي أسبحك إلى الأبد، ولن أتوقف، لأنك تخلصني أبديًا.