|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
رؤيا التيس: "وبينما كُنت متأملًا، إذا بتيس من المعز جاء من المغرب على وجه كل الأرض، ولم يمس الأرض، وللتيس قرن مُعتبر بين عينيه. وجاء إلى الكبش صاحب القرنين الذي رأيته واقف عند النهر، وركض إليه بشدة قوته" [5-6]. إذ ظهر الكبش بقوة وسلطان ينطح كل حيوان يلتقي به ظهر له عدو هو تيس ذو قرن معتبر بين عينيه. رآه النبي قادمًا من الغرب، حيث تقع اليونان غرب فارس. كان التيس سريعًا جدًا حتى أن أقدامه لم تكن تمس الأرض [5]. كان بجيشه أشبه بطائر يطير في الهواء، أكثر منه قادمًا على البَرّ أو خلال الأسطول البحري. لقد شُبه فارس بالكبش بالمقارنة بالمملكة اليونانية التي شُبهت بالتيس. فإن التيس أكثر رشاقة وسرعة حركة من الكبش. هكذا كان الإسكندر الأكبر أكثر سرعة في تحرُّكاته. ضرب الكبش وكسر قرنيه وطرحه على الأرض وداسه، ولم يكن للكبش مُنقذ من يده [7]. "ورأيته قد وصل إلى جانب الكبش، فاستشاط عليه وضرب الكبش، وكسر قرنيه، فلم تكن للكبش قوة على الوقوف أمامه، وطرحه على الأرض وداسه، ولم يكن للكبش مُنقذ من يده" [7]. إنها رؤيا صادقة تحققت بعد أكثر من 200 عامًا. هنا يظهر الله لنبيِه نصرة الإسكندر الذي أخضع الشرق كله، حيث دخل في معاركٍ كثيرة، لكنه يركز على فارس التي كانت مسيطرة على دولٍ كثيرةٍ، والتي سبق فشُبهت بالكبش الذي ينطح في كل جهات المسكونة. رأى التيس قد وصل إلى الكبش، الأمر الذي لم يكن أحد يتوقعه، إذ كانت المدن الكبرى محصنة، هذا مع بُعد المسافة بين فارس واليونان. لكن الإسكندر بلغ إلى فارس، وهزمها بقوة وبسرعة غير متوقعة. لقد هُزم داريوس في معركتين مثيرتين، هٌزم في المعركة الأولى، فحاول أن يجمع قواته من جديد، وبالفعل دخل معه في معركة ثانية، لكن اتباعه خانوه وانتهت المعركة بقتله بواسطتهم. يقول بعض المؤرخين أن الإسكندر ادعى بأنه ابن الإله جوبتر آمون الذي كان يُرمز إليه بشكل تيس، وقد اُكتشفت صور تاريخية تُصور تيسًا بقرنٍ واحدٍ كرمز للجيوش اليونانية القديمة. "فتعظم تيس المعز جدًا، ولما اعتز انكسر القرن العظيم، وطلع عوضًا عنه أربعة قرون مُعتبرة نحو رياح السماء الأربع" [8]. يقول القديس هيبوليتس الروماني: [يقصد بالتيس من الماعز القادم من المغرب الإسكندر المقدوني القادم من اليونان... لقد أثار الإسكندر حربًا ضد داريوس وغلبه، وأقام نفسه سيِّدا على كل المملكة بعد أن هزمه هزيمة منكرة وحطم معسكره. بعد أن تمجد التيس انكسر قرنه العظيم، وطلع أربعة قرون تحته نحو رياح السماء الأربع. فإنه عندما أقام الإسكندر نفسه سيدا على كل أرض الفرس وأخضع شعبها مات وانقسمت مملكته على أربعة رؤساء ]. عظم التيس جدًا، وفي عز عظمته حدث تغيُّر عجيب، فقد انكسر القرن المعتبر، وحلّ موضعه أربعة قرون معتبرة، تمتد نحو رياح السماء الأربع [8]. بموت الإسكندر الأكبر، انقسمت مملكته بين قواده الأربعة إلى أربع ممالك: مقدونية، وتراقيا، وسوريا، ومصر. ولم يكون أحد منهم في قوته. اختلف المؤرخون بخصوص موته، فالبعض يرى أنه مات بسبب المرض، وآخرون يرون أنه مات مسمومًا. قبل موته سُئل عمن يخلفه، ففي كبريائه لم يرَ أحدًا مستحقًا أن يخلفه، فقال: "الإنسان الذي يُحسب نفسه مستحقًا جدًا لهذه الإمبراطورية!" وكان له ابنان أحدهما من روكسانا Roxana ابنة داريوس، وأيضًا كان له أخ يُدعى أريداؤس Aridaeus، لكنه لم يرَ أحدًا منهم مستحقًا أن يخلفه، كأنه لا يوجد في العالم كله من هو مثله. وإذ صار عاجزًا عن النطق نزع الخاتم من يده وأعطاه لبيرديكاس Perdiccas. بعد موته حدثت اضطرابات كثيرة وقُتل حوالي 15 قائدًا. صار كاساندر Cassander بن انتيباتير ملكًا على مقدونية بعد قتل أولمبياس والدة الإسكندر، وأخته، وابنه، وزوجته روكسانا، وكثير من أقربائه. وفقد القادة ثقتهم في بعضهم البعض، وخشي كل قائد من زملائه، فقد ساد بينهم روح الغدر والخيانة. أخيرًا بعد 15 عامًا من موته انقسمت المملكة إلى أربعة أقسام وهي: أ. مقدونية، حيث ملك عليها كاساندر بن أنتيباتير، وانضم إليها بعض أجزاء من تراقيا Thrace مع مدن اليونان. ب. سوريا وبابيلونيا وكل ممالك الشرق، ملك عليها سلوقس نيقانور Selecus Nicanor. ج. آسيا الصغرى، ملك عليها أنتيجونس Antigonus، حيث ضم فيريجيا وبافلاجونيا Paphlagonia والمناطق الأسيوية الأخرى، وذلك بعد قتل 5 أو 6 من القادة. د. مصر ملك عليها بطليموس بن لاغوس Lagos. هؤلاء هم الأربعة قرون المعتبرة [8] التي سادت العالم في الشرق والغرب والشمال والجنوب. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
دانيال النبي | رؤيا السبعين أسبوعًا |
دانيال النبي | رؤيا الكبش |
النبي دانيال | رؤيا التمثال |
رؤيا دانيال النبي (دانيال7/13-14) |
سفر دانيال 8: 21 و التيس العافي ملك اليونان و القرن العظيم الذي بين عينيه |