|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المتعة والمنفعة وأنا صغير كنت أحب أن ألعب بأعواد الثقاب (الكبريت) وكانت أمي تمنعني. ورغبت في قيادة سيارة أبي، فرفض حتى أكبر. ولن أنسى أنني كنت أُمنَع من أكل الحلوى اللذيذة حتى آكل من طعام الغذاء المفيد. لما كنت طفلاً كانت هذه الأمور تزعجني، وكنت أفهمها على أنها مضايقة وعدم محبة من أبوَيَّ. لما كبرت رأيتها من منظور آخر، لقد كانت منفعتي بالنسبة لهما أهم من متعتي: فمنعا ما هو مُضِر، وأجَّلا ما لم يكن وقته، وأعطيا الأولوية لما هو أنفع. متيقن اليوم أن كل هذا كان من محبتهما لي. الحقيقة أن الله كأب صالح يهمه متعتنا، لكن يهمه بالأولى منفعتنا. فحياتنا يغمرها الكثير من المنح، لكن في حكمته أيضًا قد نتعرض للمنع من بعض الرغبات، وقد يؤجل بعضها الآخر، أو يعدِّله. دعنا نفهم هذا الأمر «أَنَّ الَّذِي يُحِبُّهُ الرَّبُّ يُؤَدِّبُهُ (يدربه – يهذبه)... فَأَيُّ ابْنٍ لاَ يُؤَدِّبُهُ أَبُوهُ؟... لأَجْلِ الْمَنْفَعَةِ، لِكَيْ نَشْتَرِكَ فِي قَدَاسَتِهِ. وَلكِنَّ كُلَّ تَأْدِيبٍ فِي الْحَاضِرِ لاَ يُرَى أَنَّهُ لِلْفَرَحِ بَلْ لِلْحَزَنِ. وَأَمَّا أَخِيرًا فَيُعْطِي الَّذِينَ يَتَدَرَّبُونَ بِهِ ثَمَرَ بِرّ لِلسَّلاَمِ» (عبرانيين١٢: ٦-١١)، فبالصبر نقبل خطة الله لنا. هذا ما فهمه موسى فقرر ألا «يَكُونَ لَهُ تَمَتُّعٌ وَقْتِيٌّ بِالْخَطِيَّةِ... لأَنَّهُ كَانَ يَنْظُرُ إِلَى الْمُجَازَاةِ» (عبرانيين١١: ٢٤-٢٦). إن متعتنا، حتى البريء منها، وقتية. أما منفعتنا فهي الأبقى؛ تبقى طول العمر ومنها ما يبقى للأبدية أيضًا. فأيهما ترى دليل محبة الله لنا: متعتنا أم فائدتنا؟! لكن، هل يعني هذا أن علاقتنا بالله تعني التخلي عن كل أنواع المتعة؟ أو ألا أستمتع بما يستمتع به غيري ممن هم من عمري؟ بالتأكيد لا. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
المتعة والالم |
إن المتعة بالخيال، قد تكون اقوي من المتعة الحسية |
المتعة |
المتعة في السماء ستكون غير المتعة على الأرض |
إن المتعة بالخيال، قد تكون أقوى من المتعة الحسية |