إذ عبرت السبعون عامًا الخاصة بالسبيّ التي تنبأ عنها إرميا النبي (إر 25: 11)، وحلّ موعد العودة، كانت مملكة بابل قد تحولت إلى حياة الرخاوة والترف مع الفساد. جاء الملك بيلشاصر بشخصيته المستهترة لتنهار مملكة بابل في أيامه.
حقًا كان لنبوخذنصَّر العنيف والمتكبر أخطاءه، وقد أعطاه الله أكثر من فرصة لمراجعة نفسه، أما حفيده، الأرجح ابن ابنته، بيلشاصر فلم ينتفع من دروس آبائه. تحدى الله نفسه، وأراد أن يهينه عن عمدٍ. لهذا أعلن له تأديبه السريع الذي تحقق فورًا. ما فعله بيلشاصر لم يصنعه سالفيه مثل نبوخذنصَّر وأويل مردوخ.
وكما يقول القديس جيروم: [لم يكن متزنًا حين صنع هذه الأمور، بل بالحري كان مخمورًا، ناسيًا العقوبة التي حلت بسالفه نبوخذنصَّر ].
لم يتعاطف دانيال النبي مع هذا الملك كما فعل قبلًا مع جده نبوخذنصَّر، إذ اشتهر الملك بالفساد والظلم. هذا يتفق مع أورده عنه المؤرخ الوثني زينوفون، الذي دعاه "الشرير"، وتحدث عن عنفه في التعامل مع عظمائه.