|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أَيْضًا الرَّبُّ يُعْطِي الْخَيْر،َ وَأَرْضُنَا تُعْطِي غَلَّتَهَا [12]. إذ يعلن السيد المسيح سكنى الثالوث القدوس فينا يتحول قلبنا إلى فردوس يحمل ثمر الروح القدس. بهذا تتحقق النبوة: "هل البذر في الأهراء بعد؟ والكروم والتين والرمان والزيتون لم يُحمل بعد، فمن هذا اليوم أبارك" (حج 2: 19). وقد اختبر الرسول بولس هذا الثمر فقال: "وأما ثمر الروح فهو محبة فرح سلام طول أناة لطف صلاح إيمان وداعة تعفف" (غل 5: 22- 23). هذا أيضًا ما سبق فأعلنه رب الجنود بزكريا النبي، قائلًا: "أما الآن فلا أكون أنا لبقية هذا الشعب كما في الأيام الأولى، يقول الرب الجنود؛ بل زرع السلام الكرم يعطي ثمره، والأرض تعطي غلتها" (زك 8: 11-12). يقول المرتل: "الأرض أعطت غلتها. يباركنا الله إلهنا، يباركنا الله، وتخشاه كل أقاصي الأرض" (مز 67: 6-7). يترجم القديس أغسطينوس الكلمة الواردة هنا "الخير" أو "الصلاح" بـ"العذوبة". فإن الرب يهب المؤمنين "عذوبة عمل البرّ"، فيسكب عليه نوعًا من البهجة، بعد أن كانوا يجدون بهجتهم في الشر. فذاك الذي كان يجد مسرته في السكر، تتحول مسرته إلى التعقل. والذي كان يفرح بالسرقة يجد فرحه في العطاء للآخرين. ذاك الذي كان يبتهج بالأغاني البذيئة يجد بهجة في التسبيح لله، وذاك الذي كان يجد مسرته في الذهاب إلى أماكن اللهو والمسارح يجد لذته في الذهاب إلى الكنيسة. هذه اللذة تحل عليه من قبل الرب. * "الرب نفسه يعطي خيره" (راجع مز 85: 12) علة هذه القبلات أن يمنح الرب خيراته. "وأرضنا تعطي غلتها" (مز 85: 12). الآن نرى تحقيق الوعد الذي قُدم عندئذ. أرضنا تعطي محصولها عندما تُزرع بمحراث البرّ، عند تُقتلع رذائلها القديمة بواسطة الصوم والزهد والفضائل الأخرى، فتاتي بمائة ضعف من غلة بذور الإنجيل التي تتقبلها. فبطرس وغيره من الرسل يزرعون أرضهم بمتاعبٍ من كل صنفٍ، وبحقٍ يمكنهم القول: "أرضنا أثمرت بفيضٍ". أيضًا عندما يُذبح الشهداء ويُصلبون، يأتون بمحصول أرضهم. * "أرضنا تعطي غلتها". هذه الكلمات تشير إلى ذاك الذي صار الخبز السماوي، القائل: "أنا هو الخبز النازل من السماء" (يو 6: 41). القديس جيروم * ليعرف كل واحدٍ نفسه، ويقتني إناءه، وعندما تُحرث تربة جسمه فلينتظر الثمر في الوقت المناسب. ليت يده لا تخرج شوكًا وحسكًا (تك 18:3). بل بالحري فليقل: "أرضنا تعطي غلتها" (مز 13:85). وبالنسبة للأهواء الجسدية التي شوهدت مرة أشبه بغابة كثيفة متوحشة فليُرى فيها تدبير الفضائل الهادئة مُطعمة على كل شجرة . القديس أمبروسيوس * كما أن الأرض لن نثمر ما لم تهطل عليها الأمطار، هكذا نفوسنا لن تصدر فضائل بدون خيرية الله وإحسانه . الأب أنسيمُس الأورشليمي |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|