منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 24 - 05 - 2023, 09:27 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,299,443



مزمور 85 | تجديد حاضر




تجديد حاضر

تذكر مراحم الله في الماضي تدفعنا نحو الالتجاء إليه في الحاضر، فنقدم تسبحة شكر على معاملاته معنا، مع صرخة من القلب وطلب تجديد العهد معه.



أَرْجِعْنَا يَا إِلَهَ خَلاَصِنَا،
وَانْفِ غَضَبَكَ عَنَّا [4].
إن كان لغفران الخطية عذوبته، فإن سرّ هذه العذوبة هو رجوع الإنسان إلى أحضان أبيه السماوي القدوس، أي المصالحة بين الأرض والسماء، الخليقة والخالق نفسه.
الكلمة مترجمة "غضبك" هنا ترجمت أيضًا بمعنى الحزن في جا 1: 18؛ 7: 3.
* لا شيء يغضب الله مثلما يسقط الناس في اليأس من جهة شرِّهم، فيظنُّون أنَّهم لا يرجعون. وفي الحقيقة إن هذا اليأس في ذاته علامة عدم الإيمان.
فالذي ييأس من الخلاص لا يتوقَّع يوم الدينونة، وإلاَّ لكان يصنع خيرًا منتظرًا الله الديَّان.
لنسمع ما يقوله الرب على فم إرميا النبي: "احفظي رجلك من الحفا، وحلقك من الظمأ" (إر ٢: ٢٥). ومرَّة أخرى: "هل يسقطون ولا يقومون؟ أو يرتد أحد ولا يرجع؟" (إر ٨: ٤).
وقد استخدم حزقيال النبي لهجة مشابهة لأقوال بقيَّة الأنبياء، إذ كان يحيا بروحهم فيقول: "توبوا وارجعوا عن كل معاصيكم، ولا يكون لكم الإثم مهلكة. اطرحوا عنكم كل معاصيكم التي عصيتم بها، واعملوا لأنفسكم قلبًا جديدًا وروحًا جديدًا، فلماذا تموتون...؟ لأنِّي لا أُسرّ بموت من يموت، يقول السيِّد الرب" (حز ١٨: ٣٠-٣٢). ويقول في عبارة تالية: "حيّ أنا يقول السيِّد الرب، إنِّي لا أسرّ بموت الشرِّير، بل بأن يرجع الشرِّير عن طريقه ويحيا" (حز ٣٣: ١١).
هذه الكلمات تكشف لنا أنه لا يجوز للفكر، بعدم إيمانه بهذه المواعيد المباركة، أن يسقط في اليأس. وأن النفس التي تبدو لها علامات الهلاك يلزمها ألاَّ ترفض الأدوية بحجة استعصاء شفاء جراحاتها.
وصف حزقيال الله بأنه أقسم: "حيّ أنا يقول الرب"، فإن رفضنا الإيمان بمواعيده فلنصدِّقها من أجل القسم...
فالإنسان الصالح هو الذي يصلِّي بإيمان قائلًا: "أرجعنا يا إله خلاصنا، وَانْفِ غضبك عنَّا" (مز ٨٥: ٤). ويقول: "يا رب برضاك ثبِّت لجبلي عزًا. حجبت وجهك، فصرت مرتاعًا" (مز ٣٠: ٧). إنه يريد أن يقول إنه عندما بحثت عن نجاسة خطاياي لأجل جمال الفضيلة قوَّى الله ضعفي بنعمته.
القديس إيرونيموس

هَلْ إِلَى الدَّهْرِ تَسْخَطُ عَلَيْنَا؟
هَلْ تُطِيلُ غَضَبَكَ إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ؟ [5]
عدم غضبه إلى الأبد يقوم ليس فقط على خبرة معاملات الله مع شعبه عبر التاريخ، وإنما أيضًا على سمة الله الرحوم نفسه. قيل: "فاجتاز الرب قدامه، ونادى الرب: الرب إله رحيم ورؤوف، بطيء الغضب وكثير الإحسان والوفاء. حافظ الإحسان إلى ألوف. غافر الإثم والمعصية والخطية" (خر 34: 6-7). "لأن للحظة غضبه، حياة في رضاه؛ عند المساء يبيت البكاء، وفي الصباح ترنم" (مز 30: 5).
إن كان غضب الله إلى حين يجعل الإنسان يصرخ هكذا في مرارة، فماذا يكون حال الذين في جهنم أبديًا.! كيف يحتملون الغضب الإلهي الدائم؟!
يرى القديس أغسطينوس أن المرتل يصرخ إلى الله ألا يغضب علينا إلى الأبد، لأن ما حل بآدم إنما حلّ بأبنائه، كل البشرية.
* "لا تغضب علينا إلى الأبد". فإنه بغضب الله نخضع للموت، وبغضبه نأكل خبزًا على هذه الأرض في عوزٍ، وبعرق جبيننا (تك 3: 19). هذا هو الحكم على آدم عندما أخطأ، وصار آدم هذا هو كل واحدٍ منا، إذ "في آدم يموت الجميع" (1 كو 15: 22). عبر الحكم الصادر عليه إلينا نحن. فإننا لم نكن نحن أنفسنا (موجودين) إنما كنا في آدم. فما حدث مع آدم نفسه له أثره علينا نحن أيضًا، فيلزم أن نموت، إذ كنا فيه... فكما أن خطية أبيك لا تؤذيك إن كنت تغَّير نفسك، وذلك كان يمكن ألا تؤذيه لو أنه تغير. هذا هو الذي تسلمناه بخضوعنا للموت، ما جاءنا من آدم. ما هو هذا؟ وهن الجسد، عذاب الآلام، بيت الفقر، قيود الموت، شباك التجارب، كل هذه نحملها في هذا الجسد. وهذا هو غضب الله... إذ حدث هذا، يلزمنا أن نتجدد، بالإيمان نصير جددًا، وتُنزع هذه الإماتة بقيامتنا، فيتجدد الإنسان بكامله في التجديد. "لأنه كما في آدم يموت الجميع هكذا في المسيح سيحيا الجميع" (1 كو 15: 22). إذ يرى النبي ذلك يقول: "لا تغضب علينا إلى الأبد أو تواصل رجزك من جيل إلى جيل" الجيل الأول كان ميتًا بغضبك، والثاني سيكون خالدًا برحمتك.
القديس أغسطينوس



أَلاَ تَعُودُ أَنْتَ فَتُحْيِينَا،
فَيَفْرَحَ بِكَ شَعْبُكَ؟ [6]
من يسقط تحت الخطية، يصير كمن سقط تحت الغضب الإلهي، وصار تحت حكم الموت الأبدي، فالعلاج في يد ذاك القادر وحده أن يحيي أو يقيم من الأموات، فيسترد الخاطي فرحه في الرب خلال عمل النعمة الإلهية. إن كانت الخطية تقتل النفس، وتحرمها من الشركة مع الله واهب الحياة، فقد صار الأمر محتاجًا إلى روح القيامة! ليس من فرحٍ حقيقيٍ دائمٍ إلا بالالتصاق بالرب ينبوع الحياة والقيامة، وواهب الفرح!
* "أنت يا الله ترجع فتحيينا" [6]، ليس كما نرجع نحن إليك وعندئذ تحيينا. وإنما ليس فقط وجودنا أحياء هو من عندك، بل وباهتدائنا نفسه نصير أحياء. "وشعبك يفرح بك" [6]. بشرورهم يفرحون بأنفسهم، وبصلاحهم يفرحون بك.
عندما اشتهوا أن يفرحوا بأنفسهم وجدوا في أنفسهم ويلًا، أما الآن فإذ إلهنا هو كل فرحنا، فمن يفرح في أمانٍ يفرح به، ذاك الذي لن يهلك.
لماذا يا إخوتي تفرحون بالفضة؟ إما فضتك تنتهي أو أنت تنتهي، ولا يعلم أحد من ينتهي أولًا. لكن ما هو أكيد أن الاثنين ينتهيان، أما من منهما الأول، فهذا غير أكيد. لا يقدر أن يبقى الإنسان على الدوام هنا، ولا الفضة تبقى على الدوام، هكذا أيضًا الذهب والثياب والبيوت والمال والأراضي المتسعة وأخيرًا هذا النور ذاته. لا تشتهِ أن يكون فرحك في هذه الأمور، بل ليكن فرحك في ذلك النور الذي لا يغرب. افرح في ذلك الذي لا يغرب. افرح في ذلك الفجر الذي لا يسبقه أمس، ولا يليه غد. أي نور هو هذا؟ إنه يقول: "أنا هو نور العالم" (يو 8: 12).
القديس أغسطينوس






أَرِنَا يَا رَبُّ رَحْمَتَكَ،
وَأَعْطِنَا خَلاَصَكَ [7].
ليس من طريق للتمتع بالخلاص سوى مراحم الله المعلنة خلال ذبيحة الصليب. ليس من ورثة للخلاص سوى تلك الأواني التي للرحمة. مراحم الله قدمت لنا المخلص، ونعمته تهبنا الشركة معه. ليس من سبب خلاله يعلن الله أنه مخلص العالم سوى محبته للبشر ومراحمه الفائقة.
* إلى أن يعود فيحيينا نحن الأموات. "أرنا يا رب رحمتك، وأعطنا خلاصك" [6-7]. نزول المخلص هو عمل مراحم الله. ما كان قد جاء كطبيبٍ، لو لم يكن أغلب البشر مرضى. لأنه يوجد كثيرون كانوا مرضى جاء كطبيب، إذ كنا في حاجة إلى عطفٍ جاء كمخلص.
القديس جيروم
* "أرنا يا رب رحمتك، وأعطنا خلاصك" [7]. خلاصك هو مسيحك. طوبى لمن يريه الله رحمته. ذاك الذي لا يقدر أن ينشغل بالكبرياء، يريه الله رحمته. لأنه إذ يريه الله خلاصه يقنعه بأن مهما كان صالحًا ليس فيه صلاح إلا من ذاك الذي هو كل صلاحنا. وعندما يرى إنسان ما أن كل صلاح فيه هو ليس منه بل من إلهه، يرى أن كل شيء ممدوح فيه هو من قبل رحمة الله، وليس عن استحقاقه الذاتي. وإذ يرى ذلك لا يكون متكبرًا، وإذ لا يكون متكبرًا لا يرتفع، وإذ لا يرتفع لا يسقط، وإذ لا يسقط يقف، وإذ يقف يلتصق، وإذ يلتصق يسكن، وإذ يسكن يفرح، يفرح في الرب إلهه...
"وأعطِنا خلاصك" [7]. أعطنا مسيحك، نرى مسيحك، ليس كما رآه اليهود وصلبوه، إنما كما يراه الملائكة ويفرحون.
القديس أغسطينوس
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
مزمور 115| اختلف الدارسون في تحديد مناسبة هذا المزمور
مزمور 51 - تجديد مستمر
مزمور ١٣٩ (الرب حاضر في كل مكان ويعرف كل شئ)
💖 تجديد الطبيعة نأخذه في المعمودية أما تجديد السيرة ،
تجديد العقود.. ريال مدريد يقترب من تجديد عقد توني كروس


الساعة الآن 11:25 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025