"وعيَّن لهم الملك وظيفة كل يوم بيومه من أطايب الملك ومن خمر مشروبه لتربيتهم ثلاث سنين وعند نهايتها يقفون أمام الملك.
وكان بينهم من بني يهوذا دانيال وحننيا وميشائيل وعزريا.
فجعل لهم رئيس الخصيان أسماء، فسمى دانيال بلطشاصر، وحننيا شدرخ، وميشائيل ميشخ، وعزريا عبدنغو" [5-7].
واضح أن نبوخذنصر حمل بعض السمات اللآئقة به كملك، إذ اختار شبابًا نبيلًا يتدرب على كتابة الكلدانيين على نفقة القصر الملكي، بل ويأكلون من أطايب الملك، لا ليقفوا أمامه فحسب، يفتخر بجمالهم وحسن منظرهم، إنّما ليكونوا له مشيرين، يسندونه في تدبير أمور الدولة المتشعبة، ولم يحتقرهم لأنهم من جنسيات أجنبية. نستطيع أن نقول أنه في هذا الأمر كان سابقًا لعصره بعشرات القرون. أنه ليس كالملك أحشويرش (المذكور في سفر أستير) الذي عين رجالًا لاختيار فتيات لإشباع شهواته، إنما اختار شبابًا لخدمة المجتمع.