ولم يتوقف الأمر على شهادة نيقوديموس عن المسيح، لكن كانت هناك شهادة جماعية ممن حضروا تعاليمه، وجاءت في مواقف متعددة وفي أماكن مختلفة أيضًا.
فمثلاً نقرأ في إنجيل متى، أنه بعدما سمع الناس تعاليم المسيح في الموعظة على الجبل «بُهِتَتِ الْجُمُوعُ مِن ْتَعْلِيمِهِ لأَنَّهُ كَانَ يُعَلِّمُهُمْ كَمَنْ لَهُ سُلْطَانٌ وَلَيْسَ كَالْكَتَبَةِ» (متى٧: ٢٨، ٢٩). والسلطان هنا بمعنيين؛ الأول هو حسم المسيح في كثير من الأمور الخلافية والعملية التي يحتار فيها الناس ولم يعالجها الناموس قط، مثل الخصام والانتقام والطلاق وعولان الهم وغيرها، وبدلاً من أن يجدوا المعلم الشاب يقول: هذا رأيي، أو إني أرى...، وجدوه يكرر هذا التعبير السلطاني «سمعتم أنه قيل... وأما أنا فأقول لكم» (متى٥: ٢١، ٢٧، ٣٣، ٣٨، ٤٣)، وهذا ما لم يجرؤ أن يفعله مُعلِّم يهودي قبله ولا بعده.