أتحبنى ...أتحبني

[تحت اقدام المسيح]

أتحبنى ...أتحبني
+~+~+~+~+~+
قال له سمعان بطرس :يا سيد ,الى أين نذهب؟أجابه يسوع "حيث أذهب الان لا تقد أن تتبعنى. ولكنك ستتبعنى أخيرآ .
قال له بطرس : "يا سيد لماذا لا أقدر أن أتبعك الان؟انى أضع نفسى عنك"!!
أجابه يسوع "أتضع نفسك عنى ؟ الحق الحق أقول لك :لا يصيح الديك حتى تنكرنى ثلاث مرات"
" يو 13 :36 -38
#############
فبعد ما تغدوا قال يسوع: يا سمعان يا أبن يونا ,أتحبنى أكثر من هؤلاء ؟؟
"قال له "نعم يارب أنت تعلم أنى أحبك "قال له ارع خرافى"
قال له أيضا ثانية "يا سمعان بن يوتا أتحبنى؟"
قال له "نعم يارب أنت تعلم أنى أحبك .:
قال له ارع غنمى.
قال له ثالثة :يا سمعان بن يونا أتحبنى؟ فحزن بطرس لانه قال له ثالثة : أتحبنى؟
فقال له يارب أنت تعلم كل شيئ أنت تعرف أنى أحبك , قال له يسوع :"ارع غنمى .
الحق الحق أقول لك لما كنت أكثر حداثه كنت تمنطق ذاتك وتمشى حيث تشاء . ولكن متى شخت فانك تمد يديك وأخر يمنطقك , ويحملك حيث لا تشاء "
قال هذا مشيرآ الى أى ميته كان مزمعآ أن يمجد الله بها . " يو 21 :15
حوار الرب مع القديس بطرس , حور هام جدآ , أنه حوار النفس التى هى عروس المسيح , وبين المسيح العريس , الروح القدس يكشف فى هذا الفصل , حادثة العتاب الفريدة من نوعها, بين الحبيب"ربنا يسوع المسيح" وبين المحبوبة" نفس القديس بطرس"
لاشك أن محبة المسيح عند القديس بطرس كانت هى أساس معرفته بالمسيح . ولما قبل أن يتبع يسوع عندما أمره أن يتبعه, أندفع من قوة المحبة التى تكونت داخل قلبه, ولكنه أندفع فى البداية نحو المسيح بنوع من المحبة العاطفية,و التى لايمكن أن تستمر أو تكمل دفع الانسان مع المسيح الى النهاية, هى محبة جيدة
ولكن ليست هى التى تصلح للمسيرة فى طريق الحياة الابدية ,ولايمكن أن تصمد هذه المحبة أمام مشاق وصعوبات الطريق,وينكشف عجز وقصور هذا النوع من الحب العاطفى , عندما يصتطدم الانسان بالصليب , و تنتهى هذه المحبة بانكار المسيح تمامآ أمام مواجهة الصليب وقد نبه المسيح القديس بطرس , وكشف له , عندما سأله بطرس :يا سيد لماذا لا أقدر أن أتبعك الان؟ , أنى أضع نفسى عنك " هنا القديس بطرس مندفع بمحبة عاطفية ذاتية , من ذاته وبقدراته , وبشجاعة الشخصية , ربما كان صادق جدآ.
عندما قال أن أضع ذاتى عنك , أى يريد أن يموت عن المسيح , ولكن كان رد المسيح عجيب :قال له "أتضع نفسك عنى ؟
الحق الحق أقول لك لا يصيح الديك حتى تنكرنى ثلاث مرات"هو يقول للمسيح أنا أموت عنك , والمسيح يقول له أنك سوف تنكرنى !!!
هذه هى المحبة الذاتية للمسيح , عاطفية يعتمد فيها الانسان على قدراته الذاتية فى محبة المسيح , وقد فضحها المسيح , ورفضها ثم عدلها الى النوع الثانى من المحبة ,كل هذا فى نفس حبيبه بطرس.
################################
الموقف الثانى بعد القيامة , وبعد أن ظهر المسيح لهم , أكثر من مرة , وفرح به التلاميذ , وبطرس وأمرهم أن يمكثوا فى العلية ولا يبرحوا اورشليم , حتى يأتيهم الروح القدس و ها أنا أرسل اليكم موعد أبى . فأقيموا فى أورشليم الى أن تلبسوا قوة من الاعالى" لو 49:24
ولكن حدث شيئ ليس فى الحسبان, شعر بطرس بشيئ من الملل -أصل المحبة العاطفية غير ثابته ومتقلبه فأقترح فكرة , وجذب التلاميذ خلفه,قال لهم سمعان بطرس " أنا أذهب لاتصيد" قالوا له نذهب نحن أيضآ معك " فخرجوا ودخلوا السفينة للوقت . وفى تلك الليلة لم يمسكوا شيئآ يو 3:21
أنها أنتكاسه خطيرة نحو العالم وسببها أن بطرس يحب المسيح بمحبة عاطفية ذاتية ,فالمسيح قد غير هدف حياته.وحياة تلاميذه, وقد أتفق معهم , وهم وافقوا , أنهم سوف يصيرون ليسوا صيدين سمك , بل صيدين ناس لملكوت الله ,هل نسيت هذا الاتفاق والوعد , يا قديسنا العظيم بطرس؟ ,قطعأ أنها المحبة العاطفية , والمتغيرة والمتقلبة مع الظروف والاحداث, وضغط الحياة, ومتاعب العالم.التى لم تعجب المسيح , وعندما أعتمد عليها بطرس وقال ليسوع أنى عندى محبة حتى للموت عنك,قال له يسوع بمحبنك هذه سوف تنكرنى . وحدث وأمام جارية ضعيفة"فأبتدأ يلعن ويحلف : انى لا أعرف هذا الرجل الذى تقولين عنه " مر 71:1 وبعد القيامة وظهور المسيح لهم عندما تأخر عنهم المسيح ,فى الظهور بعض الوقت مع العلم أنه ظهر
عدة مرات, تبنى بطرس فكرة الخروح للصيد مرة أخرى , والتجارة وتبعه التلاميذ هذه المحبة التى عالجها المسيح فى بطرس .ولذلك بعد الغذاء وبعد أن فشلوا فى الصيد , حيث أمر المسيح سمكه أن لا يقع فى شباكهم, وعادو خائبين , وكانهم نسوا ,مهنة الصيد, وأعد لهم يسوع أكل و أكلوا , فبدء يسوع يعاتب حبيبه بطرس, وسأله انت مش كنت بتقول أنك بتحبينى أكثر من كل هؤلاء"""أنظرو هذه طبيعة المحبة الذاتية, تجعل الانسان ينظر الى نفسه عل أنه أفضل من الاخرين , وهى محبة كاذبة """طيب أزى الى يحب أكثر ينكرنى "لانك تقول انى غنى وقد أستغنيت , ولا حاجه لى الى شيئ , ولست تعلم أنك الشقى و البئس وفقيروأعمى وعريان "" رؤ 17:3""
وعنئذ بدء بطرس الحبيب يدرك وبعد عتاب ثلاث مرات , أدرك بطرس أن محبة المسيح ليست عاطفية,
ولكنها روحية ,فوق عواطف البشر ,وعندما حزن بطرس وبعد أن فهم أنه ضرورى يعلم أنه فقير و بئس
وعريان بذاته , وقد شعر فعلآ بكل هذا فرح المسيح نفسه أخيرأ فقال له هناك أخر سوف يمنطقك ويذهب بك حيث لا تشاء . وطبعآ هذا هو الروح القدس , وهوالوحيد القادر أن يعطى الانسان, المحبة الروحية المقدسة ليسوع , وهذه المحبة قوية جدآ , لايقوى عليها شيئ من العالم , وتقبل الصليب , وتجعل الانسان يقدم كل شيئ للمسيح , حتى الحياة وبسهولة , وقد حدث عمليآ مع القديس بطرس كما تنبأ يسوع , فعندما تملك هذه المحبة على الانسان,تنقى الانسان من كل أحساس بذات أخرى غير ذات المسيح,ويملك الروح القدس على أشتياق النفس الصادقه للمحبة,ويكشف ضعف الانسان أمام نفسه . وأنه بدون معونة الروح القدس ونعمتة فى الانسان لايستطيع عمل أى شيئ,ولا
يستطيع أيضا أن يحب المسيح أو يقدم له أى عمل نقى وصادق من أعمال المحبة,ومن هنا تشعر النفس بأهمية الروح القدس ,فالمسيح أمر تلاميذه أن لايبرحوا أورشليم , ولا يقدموا أى شهاده له ,حتى يرسل لهم الروح القدس , لان الروح القدس هو الذى يستطيع أن يشهد للمسيح ,
فالروح القدس يشهد للمسيح فينا ويحول كل كيان الانسان الى الارتباط بشخص ربنا يسوع المسيح ,
وأيضا هو الذى يقود الانسان ويتكلم فيه ويعطيه الامكانيات, حتى يصير الانسان ,شاهد للمسيح بالحق."
ومتى جاء المعزى الذى سأرسله أنا اليكم من الاب,روح الحق ,الذى من عند الاب ينبثق ,فهو يسهد لى ,وتشهدون أنتم أيضآ..........."يو 15 : 26 -27"
ولم أدرك القديس بطرس كل هذا , وحل الروح القدس عليه يوم الخمسين ,جعله يترك المحبة الذاتية ,
وأخذ من الروح القدس محبة جديدة ,تفاعل معها ,وكبرت فى قلبه ,وجعلته ينظر الى نفسه أنه اخر
الكل, ولم يهدأ روح الله فى بطرس الى أن قاده الى حيث لا يشاء, وفعلآ قدم نفسه كلها عن المسيح أخيرأ كما قال له المسيح أنك أخيرآ ستتبعنى, وصلب بطرس ولكن لم يقبل أن يصلب مثل سيده,أذا علمه الروح القدس الدرس جيدآ ,فأصر أن يصلب منكس الرأس.هذه هى المحبة الحديدة التى وهبها المسيح للانسان بالروح القدس, أنها محبة من نفس طبيعة محبة الله,وليست من ذات الانسان الانانية , والتى تنظر الى نفسها أنها أفضل من كل هؤلاء.
صلاة...............
ربى يسوع ما أروع عملك ,اليوم كشفت لينا ,أن اى حركه نحوك لابد أن تكون تحت قيادة الروح القدس,وفى أى مجال .
أولآ: فى مجال حبى ليك ,أن لم يستلم الروح القدس النفس , وتخضع له بالكلية,تتحول محبتى ليك ,نوع من الاستعراض , وأشعر دون أدرى أو أحس أننى أفتكر فى نفس أننى أفضل من أخوتى , وهذه كارثة حقيقية,تدمر الانسان وهوه سحيقة بينه وبين المسيح تؤدى فى النهاية الى أنكار الانسان للمسيح أتضرع اليك يارب أن تكشف نفسى عندما تعيش بهذه المحبة المزيفة, وتعاتبنى تمامآ, كما عاتبت ابى بطرس.
ربى يسوع أسلم لروح القدوس كل القيادة , أسلم له كل قلبى وكياني , وأخضع له ,و أتوسل له وليك
يارب أن يهبنى المحبة الحقيقية , والتى أستطيع بها أن أرى نفسى على حقيقتها ,أرى الحق بيه , وأنظر نفسى دائمآ وأبدآ عريان وبئس وفقير , ومحتاج الى الابد الى عمل نعمتك بالروح القدس , و أن نعمتك فقط بالروح القدس هى التى تعطينى أن أحبك حتى ألى الصليب منكس الرأس
ثانيآ :كثيرآ يارب ما أندفع ,بتعصب, و أحاول أن أشهد لك, أظن أنى أقدر ببعض من معرفتى أو ما سامعت عنك أن أشهد لك قدام الناس , وأنسى نفسى يارب وأستعرض فى الحديث عنك, وأظن بهذا اننى أقدم خدمة لك . والحقيقة أنى أنا يارب المحتاج أن اسمع , وأعرف معنى الخدمة الحقيقية,فمستحيل أحد أن يشهد للمسيح ويمجد أسمه الا أن يكون شاعر بعمل الروح القدس فيه ,لا يستطيع أحد أن يشهد لك يارب الا أذا كانت محبتك الموهوبة والمنسكبة من الروح القدس فيه أولآ,وأن ينسجم الروح القدس مع نفسه ,كخيوط مختلفة تمامآ فى نسيج واحد مثل السداة واللحمة ,وهذا طبعآ مستحيل ان يكون ألا أذا خضعت نفسي للروح القدس و بكل قلبى لكي اقدم لك كيانى يا روح الله ,وأنا مؤمن انك تسكن كيانى من قبل المسحة
المقدسة "مسحة الحياة الابدية"املك على كل حركة فى داخلى أخضع كل فكر لحساب المسيح فيا أبطل أى فكر مصدره ذاتى , واعطنى يارب ما هو منك لكى أشهد به لحبيبى يسوع أمين يا روح الحياة
عيد القيامة 1 / 5 / 2009

[Mary Naeem]

مشاركة جميلة جدا
ربنا يبارك حياتك