|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الأنبياء الكذبة: هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ عَلَى الأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ يُضِلُّونَ شَعْبِي، الَّذِينَ يَنْهَشُونَ بِأَسْنَانِهِمْ، وَيُنَادُونَ: سَلاَمٌ! وَالَّذِي لاَ يَجْعَلُ فِي أَفْوَاهِهِمْ شَيْئًا يَفْتَحُونَ عَلَيْهِ حَرْبًا. [5] بينما ينهش الأنبياء الكذبة لحوم إخوتهم بأسنانهم كوحوش مفترسة، إذا بهم يقدمون كلمات معسولة كاذبة، مبشرين بالسلام الكاذب. هؤلاء الأنبياء يسندهم الأغنياء وأصحاب السلطة، لكن لن يدوم الأمر، فالحرب قادمة حتمًا! يترجم البعض "ينهشون بأسنانهم" "يعضون بأسنانهم؛ ففيما هم يتكلمون بالناعمات، منادين بالسلام يخفون كذبهم بالعض على شفاههم بأسنانهم حتى يحبسوا ما في داخلهم، فلا تفلت كلمة تكشف عن خداعهم وكذبهم. إنهم نهمون يطلبون أن يأكلوا لحم الغير بلا توقف. فمهم مفتوح للافتراس، فإن منعهم أحد يفتحون عليه حربًا، متوعدين إياه بأحكام الله القاسية. هذا هو عمل الطمع بالربح القبيح (1 تي 3: 3، تي 1: 7). * يقول (إرميا النبي) "وكل محبيك الذين تنبأت لهم بالكذب" (إر 20: 6). فمن يتحدث بطريقة شريرة عن أقوال الله، ويلقي بالكلمات النبوية في الحفرة يتنبأ، لكنه يتنبأ بالأكاذيب. * إنه لم يمنعهم عن مجرد الإصغاء إلى نبي، بل يصغون إلى كلمات الأنبياء عندما تقدم باطلًا (إر 23: 16). فإن من يسمع نبي مثل موسى لا يسمعه هو بل يسمع الرب الذي يتكلم خلاله. فإن الأنبياء الكذبة يعملون باطلًا. فإنهم إذ يتكلمون برؤى هي من قلوبهم لا يغيرون قلب المستمع، فيعملون باطلًا. العلامة أوريجينوس لِذَلِكَ تَكُونُ لَكُمْ لَيْلَةٌ بِلاَ رُؤْيَا. ظَلاَمٌ لَكُمْ بِدُونِ عِرَافَةٍ. وَتَغِيبُ الشَّمْسُ عَنِ الأَنْبِيَاءِ وَيُظْلِمُ عَلَيْهِمِ النَّهَارُ. [6] إذ جرى الأنبياء الكذبة وراء محبة المال التصقوا بالأغنياء، وسلكوا بروح الرياء، وبرروا الظلم، فصارت أذهانهم مظلمة وتحولت حياتهم إلى ليلٍ بلا نهار، لأنهم رفضوا شمس البرّ. يفقدون كل استنارة داخلية، فتظلَّم عقولهم وتزعجهم أفكارهم. يعلن الرب عن عجز الأنبياء الكذبة، إذ لا يتمتعون برؤيا في الليل، وعرافة في الظلام، ويصيرون في حالة إحباط شديد، ويحل بهم الخزي والعار. * "الشمس تغرب" (إر 15: 9) على هؤلاء الأنبياء الذين يضلون شعبي، ساكنين في الظلمة. "سيكون لكم ليلًا، بدون رؤيا، وستكون لكم ظلمة بلا فجر". فعندما يفارق (الروح النجس) الإنسان يجتاز في أماكن (مت 12: 43). هذا يحدث تمامًا بالطبيعة. فإن (الرب) يرد هذا الحكم بالنسبة للشعب. "هكذا يكون أيضًا لهذا الجيل" (مت 12: 45). فإنه في أيام الأنبياء خرج منهم (الروح النجس) الذي هو الخطية ذاتها. القديس مار أفرام السرياني فَيَخْزَى الرَّاؤُونَ، وَيَخْجَلُ الْعَرَّافُونَ، وَيُغَطُّونَ كُلُّهُمْ شَوَارِبَهُمْ، لأَنَّهُ لَيْسَ جَوَابٌ مِنَ اللَّه. [7] إذ ما سأل أحد الأنبياء الكذبة مشورة قدموا مما في داخلهم من ظلمة، لأن ليس لديهم "إجابة من الله". غطاء الشوارب أيضًا يُشير إلى عجزهم عن أن يتنبأوا، فيصمت لسانهم ويغطون شفاههم، ويتلمس الشعب طريقه وسط الظلمة الروحية. يُقصد بتغطية شفاههم العليا تغطية الشارب، إذ جاءت الكلمة العبرية sapham. كان للشارب واللحية تقدير خاص لدى العبرانيين كعلامة عن الشجاعة والرجولة والقوة. فتغطية الشفة العليا علامة الحزن والأسى. هكذا فإن النص هنا يعني أن الأنبياء في حزن، لأن الله يرفض أن يعلن ذاته لهم، لهذا يغطون شفاههم. ولهذا السبب يُطالب الأبرص أن يغطي شفته العليا (لا 13: 45). وردت ذات العادة في حزقيال (حز 24: 17، 22). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|