|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اسم جديد لحواء لقد شُبهت مريـم العذراء من العديد من أبـاء الكنيسة وعلماؤهـا بأنهـا “حواء الجديدة”، أو “حواء الثانيـة”، كما أن الـمسيح هو آدم الثاني:”فكما فى آدم يموت الجميع كذلك فى المسيح سيحيا الجميع”(1كورنثوس22:15). دعونا نعتبر ما الذي يعنيه ويتضمنه هذا الاسم “حواء”؟ حواء العهد القديم هى أم كل حي كما دعاها آدم:” وَدَعَا آدَمُ اسْمَ امْرَأَتِهِ «حَوَّاءَ» لأَنَّهَا أُمُّ كُلِّ حَيٍّ.“(تكوين20:3)، وحواء لها موضع محدد وضروري في العهد الأول. مصير الجنس البشري كان موضوع على آدم فهو من يمثلنا وفي آدم سقطنا. على الرغم من ان حواء قد سقطت ولكن اذ ظل آدم متماسكا ولم يسقط ما كنا قد خسرنا تلك المميزات الفائقة الطبيعة التى تم منحها له الله كأب اول لنا “أَنَّ آدَمَ جُبِلَ أَوَّلًا ثُمَّ حَوَّاءُ،وَآدَمُ لَمْ يُغْوَ، لكِنَّ الْمَرْأَةَ أُغْوِيَتْ فَحَصَلَتْ فِي التَّعَدِّي”(1تيموثاوس13:2-14). في بداية ذلك الحدث جاء ان حواء كان لها دور بارز: “فَرَأَتِ الْمَرْأَةُ أَنَّ الشَّجَرَةَ جَيِّدَةٌ لِلأَكْلِ، وَأَنَّهَا بَهِجَةٌ لِلْعُيُونِ، وَأَنَّ الشَّجَرَةَ شَهِيَّةٌ لِلنَّظَرِ. فَأَخَذَتْ مِنْ ثَمَرِهَا وَأَكَلَتْ، وَأَعْطَتْ رَجُلَهَا أَيْضًا مَعَهَا فَأَكَلَ.“(تكوين6:3)، فسمعت للشرير وقدمت الثمرة لزوجها الذي أكل من الثمرة المحرّمة فتكون بهذا قد تعاونت ليس كأداة غير مسؤولة ولكن كشخصية واعية في تلك الخطيئة ومن أجل هذا كان لها نصيب في العقوبة الإلهية:” وَقَالَ لِلْمَرْأَةِ: «تَكْثِيرًا أُكَثِّرُ أَتْعَابَ حَبَلِكِ، بِالْوَجَعِ تَلِدِينَ أَوْلاَدًا. وَإِلَى رَجُلِكِ يَكُونُ اشْتِيَاقُكِ وَهُوَ يَسُودُ عَلَيْكِ».“(تكوين16:3). في تلك الصفقة الفظيعة يوجد ثلاث أطراف- الحيّة والمرأة والرجل، وعندما جاءت العقوبة التى اعلنها الله للثلاثة فكانت لمستقبل قادم التى كان من المقرر ان تجتمع فيها نفس الأطراف الثلاثة مرة أخرى- الحيّة والمرأة والرجل ولكن في تلك المرة سيكون آدم الثاني وحواء الثانية حيث ستكون هناك عداوة بين المرأة والحيّة:وَأَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ، وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ، وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ”(تكوين15:3) ونسل المرأة هو الكلمة المتجسدة الذي بموته وقيامته حطّم رأس الحيّة القديمة. المرأة هي العذراء مريم أم كل مؤمن بإبنهـا يسوع فلقد ولدت المسيح الإله الـمتجسد فصارت به أمـاً لكل الأعضاء المتحدة بجسده:”نحن الكثيرين جسد واحد فى المسيح”(رومية5:12). وايضاً حواء العهد القديم أغلقت باب الفردوس بسقوطها، ومريم أعادت فتح الباب الـمغلق فى شخص إبنهـا يسوع. ولقد قال القدّيس إيريناوس (+202م): “كما أنّ يد الله خلقت آدم من أرض عذراء، كذلك لمّا جمع كلمة الله الإنسان في شخصه، ولد من مريم العذراء. وهكذا إلى جانب حوّاء، ولكن على خلافها، قامت مريم بدور في عمل الجمع هذا الذي هو عمل خلاص الإنسان، لمّا حبلت بالمسيح. حوّاء أغواها الشرّ وعصت الله. أمّا مريم فاستسلمت لطاعة الله وصارت المحامية عن حوّاء العذراء. إنّ حوّاء، وهي بعد عذراء، كانت سبب الموت لها وللجنس البشري بأسره. أمّا مريم العذراء فبطاعتها صارت لها وللجنس البشري بأسره سبب خلاص. من مريم إلى حوّاء هناك إعادة للمسيرة عينها، إذ ما من سبيل لحلّ ما تمّ عقده إلاّ بالرجوع باتّجاه معاكس لفكّ الحبال التي تمّ حبكها. لذلك يبدأ لوقا نسب المسيح ابتداء من الربّ ويعود إلى آدم (لوقا22:3-38) مظهرًا أنّ الحركة الحقيقية للولادة الجديدة تسير من الأجداد إليه بل منه إلى الأجداد، وفق الولادة الجديدة في إنجيل الحياة. هكذا أبطلت طاعة مريم معصية حوّاء. ما عقدته حوّاء بعدم إيمانها حلّته مريم بإيمانها. لمحو الضلال الذي لحق بالتي كانت مخطوبة -العذراء مريم حوّاء- حمل الملاك البشارة الجديدة الحقّة إلى التي كانت مخطوبة. العذراء مريم حوّاء ضلّت بكلام الملاك واختبأت من وجه الله بعد أن عصت كلمته، أمّا مريم فبعد أن سمعت من الملاك البشري الجديدة، حملت الله في أحشائها لأنّها أطاعت كلمته. إذا كانت الأولى عصت الله، فالثانية رضيت بأن تطيعه. وهكذا صارت العذراء مريم المحامية عن العذراء حوّاء. وكما ربط الموت الجنس البشري بسبب امرأة، كذلك خُلِّص الجنس البشري بواسطة امرأة”. هكذا رأى آباء الكنيسة في القرنين الأوّل والثاني أنّ لمريم دورًا أساسيًّا في تاريخ الخلاص. وهذا الدور هو دور مزدوج: فقد حبلت بيسوع المسيح بشكل بتولي. إنها امّ المسيح ابن الله. ثمّ إنّها بإيمانها وطاعتها لكلام الله قد أبطلت معصية حوّاء الأمّ الأولى، وهكذا شاركت بملء حرّيتها في الخلاص الذي جاءنا به ربّنا ومخلّصنا يسوع المسيح. وأول من نادى بالمقابلة بين حواء ومريم العذراء هو الشهيد يوستين(100-165م) متمثلاً ببولس الرسول لـمّا قابل بين آدم والـمسيح وسمّاه آدم الثاني. وجاء بعده القديس ايريناوس (120-200م) الذى وضّح الفرق ما بين عدم طاعة حواء وطاعة مريم. كذلك يأتـى العلامة ترتليان (160-220م)، والعلامة الأسكندري اوريجيناوس، والقديس كيرلس الأورشليمي، والقديس إبيفانوس، والقديس ثيودوروس من أنقرة، والقديس أفرام السرياني، وايضاً تكررت نفس النظرة فى كتابات القديسين امبروسيوس وجيروم واغسطينوس وغيرهم وجاءوا بتشبيهات ومقارنات لدور مريم العذراء “حواء الجديدة”. وحواء الجديدة هى تـمميم لنبؤة الخلاص التى جاءت عن “الـمرأة” التى ستلد الـمخلّص:” وَأَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ، وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ، وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ». (تكوين15:3)، فلابد أن تكون ذات صفات خاصـة ليتجسد منهـا القدوس إبن الله، لهذا أتـاها الـملاك محييـاً “السلام عليكِ يا ممتلئة نعـمة”(لوقا28:1)، إعلانـاً من السماء عن برارة وطهارة وملء النِعـمة التى حباهـا الله لـمريـم. مقارنة بسيطة ما بين حواء الأولى والثانية جاء في كتابات بعض من آباء الكنيسة ما يلي: صنع الرب جنّة عدن بجمال، ومريم قد أعدّهـا الرب وجمّلهـا بكل الفضائل الإلهيـة. غرس الرب فـى وسطهـا شجرة الحياة، ومريم حلّ فى أحشائهـا رب الحيـاة. أُعد هذا الفردوس الأرضي لإستقبال الإنسان الأول، ومريم أُعدت إعداداً خاصـاً ليحل فى أحشائهـا إبن البشر آدم الجديد. حواء هى ام كل حي،والعذراء ام كل مؤمن بإبنها يسوع. حواء اغلقت باب الفردوس بسقوطها، ومريم أعادت فتح الباب الـمغلق فى شخص إبنهـا يسوع. حواء أُخذت من رجل بدون إمرأة، ومريم العذراء وَلدَتْ وهى الإمرأة بدون رجل. حواء خُلقت فى حالة البرارة وكانت زينـة الفردوس، وكذلك مريم. حواء وضعت للعالم هابيل الصدّيق الذى قتله أخوه بلا مبرر،ومريم أعطت العالم الصِّديق الذى قتله إخوتـه على جبل الجلجلـة. صلاة: يا حواء الجديدة أمنا مريم قودينا لإبنك يسوع لكي نحيا معه ومعك في الفردوس السماوي. آمين. نافذة: مباركة أنتِ يا مريم، فصلي لأجلنا. نصلّي: مرّة واحدة “الأبانا”، عشر مرّات “السلام”، و”المجد” مرّة واحدة. ويا يسوع الحبيب. + تلاوة طلبة العذراء المجيدة. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|