|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الصلاة والفشل الدراسي سؤال: لماذا يضطهدني الله؟! لماذا أفشل في الدراسة رغم تشُفعي بجميع القديسين في الإمتحان، وأصلي قبل وبعد الإمتحان، وأكتب آية فوق ورقة الأسئلة، وأقول "يدك قبل يدي يا الله"، وأدهن بزيت مقدس، وآخد صور قديسين.. إلخ. لماذا أسقط وآخرين غير مؤمنين قد ينالوا تقديرات.. هل هذا عدل؟! أولًا.. صيغة سؤالك غير سليمة من ناحية "اضطهاد الله لكِ!" فيجب اختيار الألفاظ جيدًا عند التحدث عن الله عز وجل. سؤالك ليس سهل الإجابة عليه للأسف..! فهناك مشاكل كثيرة تحدث في هذه الحياة ولا نفهم لها سببًا، وقد لا نرى منها خلاصًا، ولا نفهم حكمة الله منها! فكري معي.. لماذا كان يكره أخوة يوسف أخيهم؟ ولماذا سمح الله بأن يُباع كعبد، ويُسجَن فترة طويلة؟! لماذا سمح الله بتجربة أيوب على الرغم أنه كان كامل (بشهادة الله نفسه عنه! في سفر أيوب 8:1)؟ لماذا ينتهي الحال بالشهداء بالموت؟! نحن علمنا أن نهاية هؤلاء كانت خير.. ولكن هم في لحظة التجربة لم يكونوا يعرفون نهايتهم! وكانوا يعرفون كلٍ بحسب إيمانه.. واحد كان يرى الله أمامه دائمًا على الرغم من التجربة (يوسف)، وآخر لعن يوم ميلاده في وقت التجربة (أيوب) (أي3:3). للأسف يا أختي العزيزة أنا لا أعرف إجابة شافية على سؤالك.. ولا أظن أحدًا قد يستطيع مساعدتك في هذا! إن مشكلتك ليست جديدة.. الأمر كله يتعلق بالإيمان! نعم.. فببساطة الطفل لا يرى سوى السحب السوداء والسماء المُظلِمة.. ولكن حكمة الرجل تعلم أن وراء هذه السحب الشمس موجودة، بل وساطعة! إن ما يحجبها هو هذه السحب المؤقتة.. وقد قال قداسة البابا شنودة في تأملاته يومًا: "لم يحدث أن الشمس أدارَت وجهها عن الأرض، بل هي الأرض التي أعطت ظهرها للشمس"! يجب أن يتحلَّى الإنسان بالحكمة والإيمان حتى يرى الشمس بالرغم من كل السحب.. أعلم أن هذا صعب، ولكننا لا نملك غيره.. بخصوص مشكلتك هناك أمر من اثنان: إما أنك لا تذاكرين وترسبين، وإما أنك تذاكرين وترسبين! في الحالة الأولى قد تكون هي النتيجة الطبيعية (على الرغم من معرفتك بكثيرين لا يذاكرون وينجحون، أو يقومون بالغش..). لن ينفعك عندئذ أن تتشفعين بآلاف القديسين، أو تجميع زيوت كل القديسين، عفوًا! ولكن أريد أن أذكرك بالحكمة القائلة: "God gives every bird its worm, but He doesn't throw it into the nest" أي "الله يعطي كل عصفور الدودة التي يأكلها، ولكنه لا يلقيها لها في العش"، وعلى رأي المثل الدارِج "إسعى يا عبد وأنا أسعى معاك". إذا كانت هذه هي المشكلة هي قلة مقدار المذاكرة عن الحد المطلوب، أو خطأ في أسلوب المذاكرة، فالسبب في المشكلة هو فيكِ أنتِ.. يجب أن تبدأين التفكير في الحل، وإصلاح طريقة المذاكرة والبدء في الطريق بجدية. أما في الحالة الثانية، فكما يُقال "يكفيك شرف المحاولة". وعندما تكون هي الحالة الثانية، فثقي إذن أن الله عارف تعبك ومحاولاتك، ولكنه سمح بهذه التجربة لمنفعتك.. كما حدث في القصص السابقة.. أتذكر قصة تحكي عن شاب في فترة الحرب السابقة كان ناجحًا في دراسته طول الأعوام، ولكن في العام الأخير فشل، واضطر أن يعيد العام. فسخط على الله وفي رأسه عشرات علامات الاستفهام عما حدث ولماذا وكيف.. وفي نفس العام قامت حرب، فطُلِبَت كل دفعته (التي تخرجت) لتتقدم للتجنيد.. وفي الحرب هجم العدو بضراوة على تلك المجموعة، ولم يتركوا منهم أحدًا، سواء ميتًا أو أسيرًا! فشكر ذلك الشخص الله على الفشل، لأنه كان يعلم أنه لم يكن مستعدًا بعد للقاء الله، فسمح الله له بفرصة أخرى.. وقصة أخرى ذات علاقة بالحرب لها نفس المعنى.. فقد تمت محاصرة إحدى المجموعات من أكثر من جانب، وكان عليهم أن يبيتوا بضعة أيام في مخبأهم بالصحراء حتى تأتي دفعة للإنقاذ.. وفي اليوم التالي كان الجميع على وشك الانهيار بسبب عدم توافر الماء.. فقام مجموعة منهم بالصلاة من الله لكي يعطيهم ماء، وفي نفس اللحظة ألقى العدو قنبلة عليهم فتفجرت على مقربة منهم.. وغطى الغبار المكان.. فصرخوا إلى الله قائلين: "نحن نطلب ماء وليس قنابل!!" وبعد انقشاع الغبار اكتشفوا أن القنبلة قد قامت بتفجير نبع ماء من صخرة.. فشكروا الله.. وكما يقول الآباء.. نحن لا نعلم أيهما أصلح لنا.. الصحة أم المرض.. الحياة أم الموت...!! العدل..؟ إنها كلمة كبيرة وهُلامية! هل تظنين أنك لو كنتِ الله –حاشا- كنتِ ستعاملين الناس بالعدل (حسب مفهومك) فيعيش الناس سعداء؟! إن مجرد تذكرك بأحد اللحظات التي أخطأتِ فيها وسامحك الله، أو على الأقل لم يعاملك بنفس أسلوبك الشرير في هذا الموقف، لهو كفيل بأن يعطيك توضيح عن مفهوم عدل الله الذي لا يفترق عن رحمته.. إن الأمر ليس ببساطة 1+1=2! إنه أعقد من هذا بكثير... هل تظنين أنك الوحيدة التي تتساءل عن مثل هذه الأمور؟! هناك ملايين من البشر لا يعرفون ولا يرون وراء السحب كذلك! إرميا النبي تساءل قبلًا قائلًا: "أبر أنت يا رب من أن أخاصمك، لكن أكلمك من جهة أحكامك: لماذا تنجح طريق الأشرار؟! اطمأن كل الغادرين غدرا!" (إرميا 12:1). إن مزامير داود ممتعة جدًا وقد لاحظت بها أمرًا غريبًا.. ففي أي مزمور عندما يشتكي داود النبي من مشكلة ما، في نفس المزمور بعد ذلك ببضع آيات نجده يسبح الله ويشكره لأنه لم أو لن يتركه.. (مزمور 2: تآمر الرؤساء معًا على الرب وعلى مسيحه.. أنت ابني وأنا اليوم ولدتك؛ مز3: يا رب ما أكثر مضايقيَّ.. أما أنت فترسٌ لي؛ مز5: لكلماتي أصغ يا رب، تأمل صراخي.. يفرح جميع المتكلين عليك؛ مز42: أقضِ لي يا الله وخاصم مخاصمتي.. أحمده، خلاص وجهي هو إلهي)... إلخ. إنه علاقة رائعة مع الله أتمنى أن نشعر بها.. إنها نفس الموضوع عندما حدثتك عن الغيوم والشمس.. إنه يشكي الغيوم، ولكنه واثق أن الشمس ساطعة ويؤمن أنها سوف تعود للظهور بعد انقشاع الغيوم.. إنه نفس الحالة الغريبة الصعبة الفهم في كلام بولس الرسول: "مكتئبين في كل شيء لكن غير متضايقين. متحيّرين لكن غير يائسين".. أعلم أن هذا ربما لم يجيب على تساؤلك بالشكل الذي تظنينه.. ولكن صدقيني لا يوجد في هذه الحياة أبيض وأسود.. إنها الأبيض والأسود والأحمر والأخضر وجميع الألوان ودرجاتها...! لا يوجد سؤال واحد نستطيع الإجابة عليه بنعم قاطعة أو لا قاطعة! وإذا استطعت أن تجدين إجابة أكثر وضوحًا مما سبق، أرجو أن تخبريني بها! الإيمان.. الإيمان.. الإيمان.... هذا هو الذي جعل يونان وهو في بطن الحوت يقول "ولكن أعود أنظر هيكلك!" (يونان 4:2). وبهذا الإيمان والاطمئنان وقف القديس اثناسيوس يحارب الآريوسية، حتى قيل له: "العالم كله ضدك يا أثناسيوس" فأجاب "وأنا ضد العالم". ولولاه كاد العالم كله أن يصبح أريوسياُ كقول القديس جيروم. بالإيمان أخذ أبونا نوح الوحوش معه في الفلك ولم يخَف، فقد قال له الله أن يأخذها، فأخذها! والله الذي أصدر أمرًا كهذا هو الذي سيحفظه منها بل إن كل مَن آمن بفكرة، يعطيه الإيمان بها قوة لتنفيذها.. غاندي مثلًا آمن بحق الإنسان في الحرية، وآمن بسياسة عدم العنف. وأعطاه هذا الإيمان قوة عجيبة استطاع بها أن يحرر الهند، وأن يعطي الحقوق للمنبوذين متساوين مع أخوتهم.. أرجوكِ لا تيأسين.. ولا تنسي آخرة هؤلاء الذين كانوا مع المسيح.. ولا تتواكلين كذلك على القديسين وشفاعاتهم أو تظنين أنها بلا جدوى.. هناك فرق بين التوكل والتواكل.. ولكن اعملي ما تستطيعين.. "المهم النية". هل تظنين أن تلك المرأة التي أعطت فلسين قد أعطت كثيرًا؟! إنها فقط أعطت ما في وسعها.. وعلى الرغم من قِلته فقد باركه الله، ومازلنا حتى الآن نذكر تلك المرأة التي ربما عاشت كل حياتها مجهولة من الجميع. وتذكري حكمة يشوع بن سيراخ القائلة: "اعملوا عملكم قبل الأوان؛ فيؤتيكم ثوابكم في أوانه" (سي38:51) سنوات مع إيميلات الناس! |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أدم بعد السقوط، والفشل |
الصلاة والفشل الدراسي تساؤلات لطالبه |
عند المحن والفشل والخيبات |
النجاح والفشل |
معيار النجاح والفشل |