امْلأْ وُجُوهَهُمْ خِزْيًا،
فَيَطْلُبُوا اسْمَكَ يَا رَبُّ [16].
إذ يحل بهم الرعب يسقطون في الخزي من عداوتهم لله ولشعبه (إش 26: 11). يخزون من حماقتهم أنهم وقفوا أمام القدير ضابط الكل. أما غاية هذا كله فهو خلاصهم لا هلاكهم، إذ يقول: "دعهم يخافون اسمك لكي يطلبوا اسمك".
يقول القديس أغسطينوس: [إنني أتجاسر فأقول إنه خير للمتكبرين أن يسقطوا في عصيان واضح مشهور حتى يحزنوا في نفوسهم، لأن سقوطهم هو بسبب فرحهم بذواتهم. فبطرس كان في حالٍ أفضلٍ حين بكى وهو غير مكتفٍ بذاته عما كان عليه حين كان متجاسرًا معتدًا بذاته. هذا ما أكده المرتل الطوباوي بقوله: "املأ وجوههم خزيًا، فيطلبوا اسمك يا رب" (مز 83: 16) .]
كما يقول القديس أغسطينوس إن هذه النبوة وإن أعلنت مقدمًا ما يحل بهؤلاء الأعداء من خزي إلا أن بعضًا منهم سيرجعون إلى الرب ويطلبون اسمه قبل مجيء اليوم الأخير للدينونة.
* "املأ وجوههم خزيًا"، وليس بالعقوبات. لماذا لا تهلكهم؟ تقدم كلمات الوحي الإجابة: "فيطلبوا اسمك يا رب". فإنهم إذ يطلبون يجدون، هؤلاء الذين ضللهم الهراطقة يرجعون إلى الرب.
القديس جيروم